كيف استعادت حماس قوتها رغم اغتيال أبرز قادتها على مر السنين؟

رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها حركة حماس خلال السنوات الأخيرة، من بينها اغتيال عدد من قادتها البارزين على يد إسرائيل، استطاعت الحركة إعادة بناء قوتها وترتيب صفوفها، مما يعكس قدرتها على التكيف والصمود.

لقد قامت حماس بتطوير استراتيجيات جديدة تتراوح بين العمل العسكري والميداني وتكثيف الأنشطة الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن التركيز على الابتكار في مجال التكنولوجيا العسكرية، كالصواريخ والطائرات المسيّرة.

اغتيال القادة وتأثيره

تُعد اغتيالات القادة من أبرز التحديات التي واجهتها حماس، حيث طالت الهجمات الإسرائيلية شخصيات بارزة مثل أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ومحمد الضيف الذي نجا من عدة محاولات اغتيال ولكن ارتقى في حرب طوفان الأقصى الجارية.

ورغم الخسائر الفادحة، استمرت حماس في تعزيز صفوفها عبر بروز قيادات جديدة واعتماد هيكلية تنظيمية تسمح بتوزيع المهام وتجنب الاعتماد على فرد واحد.

الشيخ احمد ياسين (اغتيل في 2004)
الشيخ احمد ياسين (اغتيل في 2004)

استراتيجيات حماس في إعادة البناء

استندت حماس في إعادة بناء نفسها إلى استراتيجيات متكاملة تشمل تطوير القدرات العسكرية بشكل متسارع، والعمل على تنويع مصادر الأسلحة والتمويل.

كما عززت حماس من وجودها في الضفة الغربية، محولةً غزة إلى قاعدة عسكرية صلبة تُمكّنها من التصدي للهجمات الإسرائيلية وتوجيه ضربات نوعية في المقابل.

عبد العزيز الرنتيسي (أغتيل في 2004)
عبد العزيز الرنتيسي (أغتيل في 2004)

التكنولوجيا العسكرية وتكتيكات القتال

لعبت حماس دوراً محورياً في استخدام التكنولوجيا في مواجهة إسرائيل، بدأت بتطوير الصواريخ المحلية وصولاً إلى استخدام الطائرات المسيرة، وهو ما ظهر في المواجهات الأخيرة التي شهدت إطلاق طائرات بدون طيار مزودة بقدرات قتالية واستطلاعية.

الدعم الشعبي والشرعية السياسية

نجحت حماس في الحفاظ على شعبيتها بين الفلسطينيين من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية، والتعليم، والرعاية الصحية في غزة.

وقد ساعد هذا الدعم الشعبي على تقوية الحركة سياسيًا وعسكريًا، مما مكّنها من تجاوز الأزمات والتحديات الداخلية والخارجية.

محمد الضيف (أُغتيل في طوفان الأقصى 2004)
محمد الضيف (أُغتيل في طوفان الأقصى 2004)

التنسيق الإقليمي والدولي

من ناحية أخرى، طورت حماس علاقاتها الإقليمية، خاصة مع إيران التي تُعتبر الداعم الأكبر لها، إضافةً إلى قطر وتركيا، هذا الدعم مكّن حماس من تأمين مصادر تمويل وتسليح ساعدتها في مقاومة الحصار الإسرائيلي والضغوط الدولية.

تحديات الحصار والانقسام

ورغم النجاح في الصمود، تواجه حماس تحديات كبيرة أبرزها الحصار المستمر على قطاع غزة والانقسام الفلسطيني، إلا أن الحركة تبذل جهوداً كبيرة في الحفاظ على وحدتها الداخلية، وتحقيق المصالحة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، خاصةً مع استمرارها في حرب طوفان الأقصى التي شنتها الحركة في 7 أكتوبر الماضي.

يحيى السنوار (الزعيم الحالي لحركة حماس)
يحيى السنوار (الزعيم الحالي لحركة حماس)

في النهاية، يُظهر صمود حماس ونجاحها في إعادة بناء نفسها قوةً تنظيميةً استثنائية، تتجلى في قدرتها على التعلم من الماضي، والتكيف مع الظروف المتغيرة، والحفاظ على توازنها بين العمل العسكري والسياسي والاجتماعي، رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بها جراء اغتيال قادتها.

اقرأ أيضاً: ماذا ينتظر لبنان بعد اغتيال حسن نصر الله؟

رولا العلي

رئيس القسم الفني في بوابة "احداث العرب" من سوريا، وتعمل في مجال الصحافة منذ عام 2012 وحاصلة على ماجستير في إدارة الاعمال. [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى