وجد وقفي كم عمرها؟ حقائق مثيرة عنها

من مقاعد الهندسة إلى ميادين الصحافة، ومن عمان إلى واشنطن، كتبت وجد وقفي مسيرتها بخطٍ متوترٍ وجريء، راسمةً حضورًا استثنائيًا بين المراسلين العرب في قلب المؤسسات الأميركية الأكثر تأثيرًا.
ولدت وجد وقفي في الأردن لعائلة ذات جذور سورية–أردنية، ونشأت في بيئة متماسكة بين بلدين وثقافتين. والدتها سورية، وكانت مديرة المدرسة التي درست فيها، مما وضع الطالبة وجد أمام مسؤولية مضاعفة لإثبات الذات. أما والدها، فكان أحد خريجي علم النفس من جامعة دمشق، وورثت عنه شغفها بالتحليل والملاحظة.
درست وجد الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية، وتخرجت منها عام 1995. وفي العام التالي، هاجرت إلى الولايات المتحدة، حيث كان الانكشاف المباشر على صورة العرب في الإعلام الغربي هو أول ما هزّ قناعاتها وأشعل شرارة التحول المهني. لم يكن الإعلام خيارًا سابقًا، بل جاء كرد فعل على ما وصفته لاحقًا بـ”الغبن الإعلامي” الذي يعانيه العرب والمسلمون في التغطية الغربية.

بعد التحاقها بدورات تدريبية مكثفة في الإعلام المسموع والمرئي في محطات أميركية، التحقت وقفي عام 1997 بتلفزيون أبوظبي كمراسلة في واشنطن. لم تكن حينها تتجاوز منتصف العشرينيات من عمرها، لكنها اقتحمت المؤتمرات الصحفية اليومية في وزارة الخارجية الأميركية، وكانت واحدة من أصغر الصحفيين العرب سنًا وأكثرهم حضورًا وجرأة في توجيه الأسئلة المباشرة للمسؤولين.
وجد وقفي كم عمرها
رغم عدم إعلان وجد وقفي عن تاريخ ميلادها بشكل رسمي في أي من مقابلاتها أو منصاتها، فإن تحليلاً لمسيرتها التعليمية والمهنية يكشف أنها مواليد أواخر السبعينيات على الأرجح. تخرجت من الجامعة الأردنية عام 1995، ما يرجح ولادتها بين عامي 1976 و1978، ويعني أنها في عام 2025 تبلغ من العمر بين 47 و49 عامًا. هذه التقديرات تؤكدها مصادر إعلامية مطلعة، وتشير إلى أن وقفي لا تزال في أواخر الأربعينيات من عمرها، رغم العقود التي قضتها في العمل الصحفي في واحدة من أعقد الساحات العالمية.
مراسلة من طراز خاص
انضمت وقفي إلى قناة الجزيرة عام 2003، لتغدو لاحقًا من أبرز مراسلي الشبكة في العاصمة الأميركية واشنطن. برزت بقوة خلال تغطيتها لحرب العراق، واعتبرها وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رمسفيلد مصدر إزعاج دائم بسبب إصرارها على كشف الخسائر المدنية التي لم تكن واشنطن ترغب في الإقرار بها إعلاميًا. وكان رمسفيلد، كما نقلت تقارير لاحقة، يتجنب الرد على أسئلتها، وطلب مرةً من فريقه “تفاديها في قائمة الأسئلة”.

شاركت وقفي أيضًا في تغطيات مفصلية مثل أحداث 11 سبتمبر، والحرب في أفغانستان، والانتخابات الأميركية، وثورات الربيع العربي، كما سجلت سبقًا صحفيًا في عام 2006 عندما كشفت عن لقاء سري بين جمال مبارك والرئيس الأميركي جورج بوش ضمن ترتيبات لتوريث الحكم في مصر.
سجلٌّ مليء بالسوابق الصحفية
في مسيرتها التي امتدت لأكثر من ربع قرن، التقت وقفي كبار الشخصيات في السياسة والاقتصاد، من الرئيسين الأميركيين جيمي كارتر وبيل كلينتون، إلى مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس. كما كانت أول صحفية عربية ترافق مرشحًا للرئاسة الأميركية في جولته الانتخابية، حين التحقت بحملة جون كيري عام 2004.
وفي عام 2013، سجلت سبقًا صحفيًا جديدًا عندما حصلت على وثائق تُثبت تعاقد الحكومة المصرية مع شركة علاقات عامة أميركية يديرها إسرائيليون، ما أجبر السلطات المصرية على إصدار بيان توضيحي.
حضور عربي في المطبخ الأميركي
تمثل وجد وقفي إحدى أبرز وجوه الصحافة العربية في الولايات المتحدة. حفر اسمها في ذاكرة المشاهد العربي بوصفها صوتًا جريئًا في عاصمة القرار العالمي. لم تكن صحفية تقليدية، بل جمعت بين الاحتراف التقني والوعي السياسي والبصمة الشخصية. وفي سنوات لاحقة، أسندت لها قناة الجزيرة إدارة مكتبها في واشنطن بالإنابة أكثر من مرة، تقديرًا لكفاءتها وخبرتها العميقة.
اليوم، وبعد أكثر من عقدين على انطلاقتها، لا تزال وجد وقفي حاضرة في المشهد، شاهدة وناقلة ومحللة لما يدور في أروقة السلطة الأميركية، دون أن تغادر بوصلتها الأولى: نقل الصورة كما هي، لا كما تُراد أن تُنقل.