هل تسلِّم إيران وتعود للمفاوضات بعد الضربة الأمريكية؟

كلنا يعرف أن حرب مصر مع إسرائيل في أكتوبر 73 كان من نتائجها عقد اتفاقية السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد) برعاية أمريكية، واستطاعت مصر أن تُملي شروطها علي إسرائيل لأنها خرجت من المعركة منتصرة، ولست مع القائلين إن نذور اليوم هي قرابين الأمس، لأن الظرف مختلف والحالة السياسة مختلفة أيضًا ، وفي تقديري أن الضربة الأمريكية الخاطفة كانت باتفاق بين أمريكا وإيران فقد نشر موقع “أمواج” الإيراني أن فريق ترامب أبلغ إيران بأن أمريكا سوف تضرب ضربة خاطفة وسريعة، مرة واحدة، وهذا ما حدث فعلًا، وأعتقد منذ بداية الحرب مع إيران أن إيران نقلت البرنامج النووي إلى أماكن بعيدة تحسّبًا لهذه الضربة أو ضربات أخرى.
فهل أثرت الضربة الأمريكية علي المفاعلات الإيرانية؟ أعتقد أن الإجابة نعم، لكن ليس هذا الضرر البالغ وإنما هو الضرر الذي يعمل على تراجع تخصيب اليورانيوم بنسبة قليلة في إيران، وإذا كان البعض يري أن إيران يمكن أن تستسلم وتعود إلى للمفاوضات مرة أخرى؛ فإنني أرى أن إيران أمامها أربعة احتمالات يمكن أن تتحرك من خلالها:
الأول: التصعيد التام وضرب القواعد الأمريكية في الخليج وهذا سوف يجر المنطقة إلي كوارث كبرى ويوسع دائرة الحرب وتتورط دول الخليج في الحرب.
الثاني: ضرب مفاعل ديمونا في إسرائيل، وهذا يؤدي إلى حالة من السعار والهياج في إسرائيل ويجر المنطقة كلها إلى خراب ودمار كامل
الثالث: يتولى الحوثيون الحرب بالوكالة عن إيران، فيقوم الحوثي بضرب القواعد الأمريكية في الخليج وإغلاق مضيق هرمز، وهذا سوف يتسبب في كوارث اقتصادية كبيرة للعالم ودول الجوار.
الرابع: تدخل إيران في مفاوضات مباشرة مع أمريكا وإنهاء الحرب ويمكن أن تحقق إيران مكاسب من هذا الأمر في مقابل أن تخسر المشروع النووي وأعتقد أن إيران لن تدخل في هذا الاحتمال لأن لديها حلم امتلاك النووي من أجل الهيمنة علي المنطقة، وهي لم تخرج من الحرب منتصرة حتي تملي شروطها،
وهناك احتمال أن هذه الحرب سوف تؤدي إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط من جديد يضم إيران وإسرائيل ومصر والسعودية كدول محورية في الشرق الأوسط الجديد.
بقلم: عبد الحافظ بخيت متولي
عضو اتحاد كتاب مصر
قد يهمك أيضا:
اخبار الحرب الايرانية الاسرائيلية.. اسرائيل تتعرض لأقوي ضربة قاسية اليوم