وسيم الأسد ويكيبيديا – لم يكن وسيم الأسد مجرد اسم يتردد في كواليس الفساد والتعفيش خلال سنوات حكم ابن عمه الرئيس المخلوع بشار الأسد، بل كان أحد أبرز الوجوه العلنية التي مثلت الانحلال الأمني والاقتصادي في سوريا، قبل أن تنقلب الدائرة ويُلقى القبض عليه في كمين أمني محكم نُفّذ شمال غرب البلاد، ليُسقط أحد آخر أعمدة “المافيا السياسية” التي رعت حقبة الفوضى.
من هو وسيم الأسد ويكيبيديا
ابن عم الرئيس.. بوجهين
وُلد وسيم بديع الأسد عام 1980 في اللاذقية، لعائلة متشابكة النفوذ والامتيازات. والده، بديع الأسد، كان متزوجًا من ثلاث نساء، أما شقيقه الأكبر عمار فقد تقلد مناصب رسمية داخل نقابة المهندسين وفي مجلس الشعب. في أوج سطوته، أطلق وسيم على ابنه اسم “بشار حافظ”، في إشارة ولاء واضحة لابن عمه الرئيس المخلوع ووالده.
ثروة فاحشة وولاء قمعي
لم يكن وسيم يخبئ ثروته، بل تفاخر بها علنًا. شقق فارهة، مواكب سيارات فخمة، وعلاقات مشبوهة بمهربي مخدرات على رأسهم نوح زعيتر اللبناني، كلها عُرضت بفجاجة على حساباته الشخصية، التي لطالما امتلأت أيضًا بخطابات داعمة للنظام، وأغانٍ وطنية نظمتها فرقة فنية أسسها بنفسه باسم “شمس”، كانت بمثابة واجهة دعائية لنظام كان يحتضر.
لكنه لم يكتف بالدعاية، بل مارس القمع المباشر. فقد قاد مجموعات مسلحة رديفة للنظام في اللاذقية، مارست انتهاكات صارخة بحق المدنيين، وفرض الإتاوات على التجار، إضافة إلى إدارة تهريب المحروقات والمخدرات عبر الحدود السورية اللبنانية.
واجهة تجارية.. ومخدرات في العمق
أسس وسيم ما سُمّيت “شركة أسد الساحل”، التي حملت لافتة الاستيراد والتصدير، لكنها بحسب تقارير محلية ودولية لم تكن سوى واجهة لتجارة الكبتاغون وعمليات غسل الأموال.
ولم تكن هذه الأنشطة خافية على المجتمع الدولي. فقد أدرجت وزارة الخزانة الأميركية والاتحاد الأوروبي وسيم الأسد ضمن قوائم العقوبات عام 2023، إلى جانب شخصيات أخرى من عائلة الأسد، لدورهم في إدارة شبكات تهريب مخدرات إقليمية ضخت ملايين الدولارات في شرايين النظام المخلوع.
تورط في التجسس.. وارتباطات إسرائيلية
وفي تطور صادم، كشفت مصادر أمنية سورية في أبريل/نيسان 2025 عن ضبط أجهزة تجسس إسرائيلية مخبأة ضمن شحنات طاقة شمسية دخلت عبر ميناء اللاذقية ومعبر المصنع، في عملية تورط فيها وسيم الأسد، بحسب تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية بينها “تلفزيون سوريا”.
الشحنة كانت موجهة إلى شخصيات محسوبة على الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وآخرين على علاقة مباشرة بوسيم، ما اعتبره مراقبون ضربة معنوية وأمنية لرموز النظام السابق.
السقوط.. وكمين النهاية
وفي 21 يونيو/حزيران 2025، أُسدل الستار على سيرة وسيم الأسد، بعد أن نجح جهاز الاستخبارات العامة السوري، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، في استدراجه عبر عملية سرية نُفذت قرب الحدود اللبنانية، تحديدًا في منطقة تلكلخ.
البيان الرسمي للداخلية وصف العملية بـ”المُحكمة”، مؤكداً القبض على “أحد أخطر المتورطين في تجارة المخدرات والجرائم خلال فترة النظام البائد”. وأكدت الوزارة أن اعتقال وسيم يأتي ضمن مسار تحقيق العدالة وتطهير البلاد من موروثات الحقبة القمعية.
