أخبار الثقافة والفن
هاجر البريكي تكتب “دمعة الزيتون” قصيدة عن الشهادة، النضال، والوفاء لفلسطين

أحسبتَ مَن هتكوا سَمَا أَوطانِهِ
أن تخفت الثورات فِي أَجْفَانِهِ
أَن يُسْتَهَان مهجرًا فِي أرضهِ
أَو يُسْتَبَاح الْبَيْتُ مِنْ أحضانهِ
كَلًّا وَرَبُّ الْبَيْتِ إنَّكَ ظَالِمٌ
سنقول لِلتَّارِيخ عَن عِصْيَانِه
سنشب مِثْلَ النَّارِ فِي خلواتكم
وَتَرَى اللَّئِيمَ يَفِرُّ فِي خِذْلَانِهِ
سنهدُّ مِثْلَ الرَّعْدِ كُلّ حُصُونِكُم
وَنُقِيم عصرًا مزهرًا بِجِنَانِه
إنَّا كَمَا شَاءَ الآله بنادقًا
أرْوَاحَهُم تختال فِي مَيْدَانِهِ
مِنْ رَحْمِ كُلّ مُوَدَّعٍ يَأْتِي لَكُم
بَطَلٌ وَيَنْفُث فِيهِ مِنْ أَغْصَانُه
وَالْقُدْس إن فَاضَت لَهَا أَرْوَاَحُنا
سنحرر الْمَسْجُون مِن سجّانهِ
وَعَلَى ضَرِيح الْمَوْت يُكْتَبُ عهدنا
مَا غَيَّبَ السَفَّاح فِي أَعْيَانِه
سَأَقُول : يَا أُمِّي رَحَلْت مناضلًا
وَتَقُول : طِب حَيًّا بِعِطْر مَكَانِهِ
تِلْكَ الْقُبُورُ حَدَائِقٌ مِنْ حُسْنِهَا
فَاض الْعَبِير بوجدِهِ وحنانهِ
يَا دَمْعَة الزَّيْتُون مِعْرَاج الْهُدَى
يَا قَبْلَة الْمُشْتَاقِ فِي ألْحَانِهِ
أَنْعِي صباك عَلَى الغُيُوم مَحْمَلًا
ذَا وَجَد قَلْبِي مَاتَ مِنْ أَحْزَانِهِ
مَسْرى النَّبِيِّين الْكِرَام وعرضنا
مَنْ مَسَّهُ قَدْ خَابَ فِي خُسْرَانِهِ
فِي ذِمَّةِ اللَّهِ الشَّهِيد مكرمًا
مَا كَانَ مِنْ شَرَفٍ وَمَن إيمَانِه
فُتِحَت لِرِحْلَتِه السَّمَاء مَنَازِلٌ
نَال الشَّهَادَة مُنْتَهَى سلوانِهِ.