تصاعدت مشاعر الحزن والأسى في مصر خلال الساعات الماضية، بعد الإعلان عن وفاة السائق خالد محمد شوقي عبد العال، الذي توفي متأثرًا بإصابته إثر حادث مأساوي بمدينة العاشر من رمضان، حيث أنقذ المئات من كارثة كادت أن تودي بحياة العشرات.
الحادث وقع بعد انفجار سيارة محملة بالوقود داخل إحدى محطات البنزين بالمدينة. وأدى الانفجار إلى اشتعال النيران بشكل مفاجئ ومخيف، بينما كان خالد عبد العال يقود السيارة، ليقوم على الفور بتصرف بطولي أنقذ به الأرواح والممتلكات.
ورغم اشتعال النيران في السيارة، لم يتردد خالد لحظة واحدة، فقرر قيادتها والابتعاد بها عن محطة الوقود والمناطق السكنية القريبة، في محاولة منه لإبعاد الخطر عن الجميع، ليضحي بحياته مقابل حماية الآخرين.
شهود عيان أكدوا أن خالد عاد مرة أخرى بعد إخراجه السيارة من المحطة، رغم احتراق جسده، ليطمئن بنفسه على خلو المحيط من أي سيارات أو أشخاص معرضين للخطر، وقد نُقل إلى المستشفى مصابًا بحروق بالغة، وتم تحويله إلى مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته.
ردود الأفعال لم تتأخر، حيث نعت محافظة الشرقية ومحافظة الدقهلية الفقيد، وعبّر المسؤولون عن فخرهم بما قام به، واعتبروه نموذجًا للبطولة الحقيقية، وأعلن جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان إطلاق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة، تخليدًا لذكراه.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لخالد عبد العال وأشادوا بشجاعته، واعتبروه “شهيد الواجب” و”رمز التضحية”، وسط دعوات متكررة برعاية أسرته وأطفاله وتكريمهم بالشكل اللائق.
ينتمي خالد عبد العال إلى قرية المصادرة التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، وترك خلفه قصة ملهمة تجسد أسمى معاني الشجاعة والفداء.
ما قام به خالد عبد العال لن يُنسى، فقد اختار أن يواجه الموت وحده من أجل الآخرين، لتبقى قصته خالدة في ذاكرة الوطن، كنموذج نادر لرجل لم يتردد لحظة في حماية وطنه ومواطنيه، حتى لو كلفه ذلك حياته.
طالع أيضاً: الامير عبدالعزيز بن مساعد بن عبدالعزيز ال سعود ويكيبيديا: زوج الأميرة ريم، صور، من هو، معلومات عنه
