يشكّل منخفض الهند الموسمي واحدة من أقوى الظواهر الجوية التي تضرب نصف الكرة الشرقي كل صيف، لكن تأثيراته لا تقتصر على الهند فقط، بل تمتد لتغيّر ملامح الطقس في ثلاث قارات هي آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، مما يجعله محورًا رئيسيًا لفهم طبيعة الرياح الموسمية وامتداداتها.
ما هو منخفض الهند الموسمي؟
ينشأ منخفض الهند الموسمي نتيجة الارتفاع الكبير في درجات حرارة اليابسة في شبه القارة الهندية مقارنةً بالمحيط المحيط بها، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي بشكل ملحوظ، هذا الفارق في الضغط يجذب الرياح الرطبة من المحيط الهندي نحو اليابسة، مشكّلًا ما يُعرف بالرياح الموسمية الصيفية.
ويبدأ هذا النظام الجوي الضخم بالتكوّن عادة في شهري أبريل ومايو، ثم يبلغ ذروته خلال يونيو ويوليو من كل عام، مسببًا تغيرات كبيرة في أنماط الطقس تمتد من جنوب آسيا إلى شمال أفريقيا وأجزاء من أوروبا.
آسيا: أمطار غزيرة وعمود فقري للزراعة
في قارة آسيا، يُعد هذا المنخفض مسؤولًا عن موسم الأمطار الرئيسي في دول مثل الهند وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا، حيث يعتمد مئات الملايين على هذه الأمطار لريّ محاصيلهم الزراعية. كما يلعب دورًا هامًا في تغذية الأنهار الكبرى مثل الجانج والبراهمابوترا.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: موجات حر متكررة
يمتد تأثير المنخفض ليصل إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يجلب معه كتلًا هوائية شديدة الحرارة قادمة من الشرق، وتُعد مصر من أبرز الدول المتأثرة، خاصة في مناطق الصعيد، حيث قد تتجاوز درجات الحرارة 44 درجة مئوية خلال شهري يوليو وأغسطس.
أما في شمال البلاد، فتزداد الرطوبة نتيجة مرور الكتل الهوائية فوق البحر المتوسط. وتشهد أيضًا دول الخليج العربي وبلاد الشام امتدادًا حراريًا كبيرًا يرفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في بعض السنوات.
أوروبا: امتداد حار حتى الجنوب
رغم البعد الجغرافي، إلا أن تأثير منخفض الهند الموسمي يصل إلى جنوب أوروبا، خاصة اليونان، وتركيا، وأجزاء من إيطاليا، وتؤدي هذه الظاهرة إلى موجات حر صيفية وجفاف في بعض المناطق، مع ازدياد معدلات اشتعال حرائق الغابات في فصل الصيف.
تأثيرات مناخية أوسع
يُعتبر منخفض الهند الموسمي من العناصر الأساسية التي يراقبها علماء الأرصاد سنويًا، نظرًا لقدرته على تغيير مسارات الطقس، والتأثير على مواسم الأمطار والزراعة وحتى الصحة العامة في الدول المتأثرة.
ومع التغيرات المناخية العالمية، حذر خبراء من أن وتيرة وشدة هذا المنخفض قد تشهد تغيرات مستقبلية قد تجعل الصيف أكثر تطرفًا.
اقرأ أيضاً: ارتفاع الحرارة لا يتوقف في مصر.. الأرصاد تكشف تطورات طقس ثاني أيام العيد
