في خطوة طال انتظارها، دخلت مصر رسميًا عصر الجيل الخامس من شبكات الاتصالات، لتبدأ مرحلة جديدة من التطور الرقمي والاتصالي تحمل معها آفاقًا واسعة في قطاعات الاقتصاد والخدمات.
شركات المحمول تُطلق الخدمة بعد انتظار
أطلقت شركات المحمول الأربع في مصر — «فودافون مصر»، «أورنج مصر»، «إي آند مصر» (اتصالات سابقًا)، و«المصرية للاتصالات» — خدمات الجيل الخامس رسميًا، بعد حصولها على التراخيص من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات العام الماضي، مقابل 150 مليون دولار لكل شركة.
بدأت هذه الشركات بالفعل بإرسال رسائل نصية لمشتركيها تعلن فيها تشغيل الخدمة الجديدة، مع روابط توضح خطوات تفعيل الجيل الخامس على الهواتف الداعمة.
مواصفات تقنية غير مسبوقة
شبكات الجيل الخامس تمثل طفرة تكنولوجية حقيقية، فهي توفر سرعات فائقة في نقل البيانات تصل إلى 20 غيغابت في الثانية، أي أسرع من شبكات الجيل الرابع بأكثر من عشرين ضعفًا.
كما أن زمن الاستجابة الفوري الذي لا يتجاوز أجزاء من الثانية، يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات كانت في السابق بعيدة المنال، مثل القيادة الذاتية، الجراحة عن بُعد، والواقع المعزز والافتراضي.
الجيل الخامس في خدمة الاقتصاد الرقمي
يشكل إطلاق الجيل الخامس في مصر حجر زاوية في تعزيز الاقتصاد الرقمي. فالخدمة الجديدة ستساهم في تسريع التحول الرقمي في قطاعات استراتيجية مثل التعليم، الرعاية الصحية، الصناعة، الخدمات المالية، والأمن السيبراني.
اقرأ أيضًا: مصر تستعد لإطلاق خدمات الجيل الخامس 5G وتفتح آفاقًا جديدة للتحول الرقمي
كما تتيح البنية التحتية الجديدة فرصًا ضخمة للمطورين والمبتكرين لإطلاق تطبيقات وخدمات تعتمد على السرعة الهائلة وزمن الاستجابة الفوري.
تحديات مقبلة وفرص كبيرة
رغم هذه الانطلاقة الطموحة، من المتوقع أن تواجه السوق تحديات أولية أبرزها محدودية الهواتف المتوافقة مع التقنية الجديدة، والحاجة إلى تحديث البنية التحتية بشكل تدريجي لتغطية كافة المحافظات المصرية.
إلا أن الخبراء يرون أن دخول مصر عصر الجيل الخامس يُعد نقلة نوعية تفتح بابًا واسعًا للنمو التقني، وفرصًا استثمارية غير مسبوقة في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
مع هذه الخطوة، لا تعود مصر فقط إلى طليعة تركب التكنولوجيا في المنطقة، بل تضع الأساس لمستقبل رقمي أكثر شمولًا وكفاءة.
