فراج الالفي يكتب: كانت القرية تتيح لنا أن نتعرف على الحياة الريفية الجميلة

أبني عقب أن أنتهي موسم الامتحانات يلح عليه طفلي ذو الثامنة أن أشترك له في اقرب نادي رياضي لمنزلنا أو في أحدي مدارس كرة القدم المهم أنني تواصلت مع أحد مدربي كرة القدم وسوف يبدأ عقب العودة من القرية وعيد الأضحى المبارك كل عام وانتم بخير.
لكن ما لفت نظري أنا طفولتي حيث وأنا طفل صغير كنت اجوب شوارع القرية كلها كل يوم نلعب ونمرح ولا حياة لمن تنادي ونعود لمنزلنا القديم نأكل ما يوجد من طعام وشراب ونعود نلعب كانت ألعاب مختلفة غير موجودة حالياً أهمها كان يظهر من وسطينا ونحن نجلس علي المصطبة صبي يقول ما تيجو نحارن أو نحارب أو نقتل الدبابير أو بلغتنا الطنابير .
كانت الدبابير تتخذ من البنايات السكنية ثقوب أو شقوق تعيش فيها تخرج وتعود مئات الدبابير نحضر ظباطة من بقايا نخل ذات الشراميخ ونطلق الطوب علي العش فيطير علينا الطنابير ونبدأ في ضربها واحد يلو الآخر حتى يلسع طنبور واحد فينا فنجري بعيدا عن مكان العش ونضع قطعة من الطين علي مكان اللسع حتي لا يزيد الورم والالتهاب نتيجة اللسع ويأتي رجل من مربي النحل في قريتنا ويسد الثقب بخليط من الثوم والطين.
ثم نبحث عن لعبة أخري كانت غالبا لعبة كرة القدم في ارض أشجار النخيل أو بين أكوام السباخ وكنا وقتها نلعب بكرة نصنعها نحن بأيدينا من الاسفنج والخيوط القطنية وسائل الكلة وعندما ننتهي من اللعب نتسلق أشجار النخيل وناكل البلح ثم نخلع ملابسنا كي نسبح ونعوم في اقرب ترعة ونعوم من جسر الي جسر وربما نصطاد بعض الأسماك ونجمع الحطب ونشوي السمك وقناديل الذرة الشامية.
كانت القرية تتيح لنا أن نتعرف على الحياة الريفية الجميلة وكانت تصنع منا رجال أشداء ونحن في عمر الطفولة حتي كنا نشاكل الهجانة في قريتنا الحبيبة في مواسم الانتخابات أو عندما يكون في القرية مشاجرة وكانت قريتنا مشهورة بالشجار مع كل القري وأهل المدينة لكن تلك الأيام رحلت ولن يبقى منها شيء حتي الدبابير اختفت فلم تعد موجودة بين شقوق البنايات السكنية وأرض أشجار النخيل أصبح كتل خرسانية ماتت تلك الأيام والميت لا يعود.
بقلم : فراج الألفي
الحلم العربي في زمن الغاب.. القوي ياكل الضعيف