أعلن اليوم، الخميس، عن سبب وفاة ساره الغامدي الفنانة السعودية، وسط تساءل الكثيرين عن من هي ويكيبيديا، وتفاصيل وفاتها.
سبب وفاة ساره الغامدي الفنانة
في مساء الجمعة 23 مايو 2025، خفت صوت طالما غنّى للحياة، وانطفأ وهج فنانة أحبها جمهورها لصدقها، واختارت أن تترك أثرًا لا صخبًا. رحلت سارة الغامدي، المغنية السعودية التي كانت أقرب إلى النسمة الهادئة في صخب الساحة الفنية، بعد معاناة طويلة مع ورم خبيث في الوجه، لتطوي بذلك صفحة من الحضور المختلف والمشوّش أحيانًا، لكن الدافئ في جوهره.
من هي سارة الغامدي ويكيبيديا
سارة الغامدي، وُلدت في مدينة جدة في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1975، تحت اسمها الحقيقي نجاة الغامدي. نشأت في بيئة بسيطة، ودرست علم النفس لفترة قبل أن تتوقف عن إكمال دراستها الجامعية. اختارت أن تتوجه للفن، رغم النظرات المتحفظة والصعوبات الاجتماعية، وبدأت أولى خطواتها في عام 1996 بأغنية وطنية، بدعم من الملحن الراحل سامي إحسان.
صوتها كان دافئًا، أقرب للبوح منه للغناء، وقدمت خلال مسيرتها القصيرة عدة ألبومات، منها:
- سارا (2001)
- أخيرًا (2005)
- غلطة جديد (2007)
- سارا (2009).
كما أطلقت باقة من الفيديو كليبات التي عرضت على قنوات مثل “روتانا” و”ART الموسيقى”، لتؤكد مكانتها كصوت نسائي مختلف وسط الزخم الخليجي.
الوجه الآخر للحياة
لكن حياة سارة الغامدي لم تكن سلسلة من الألحان والأضواء فقط. ففي عام 2005، تعرضت لحادثة مؤلمة في بيروت، حيث اعتدي عليها بالضرب من قبل عناصر يرتدون الزي العسكري، الأمر الذي هزّ الوسط الفني والإعلامي آنذاك. هذه الحادثة تركت آثارًا نفسية وجسدية عميقة في نفسها، وزادت من انعزالها لاحقًا.
وفي عام 2007، واجهت سارة محنة جديدة بعد أن قضت ما يقارب عامًا ونصف داخل سجن بريمان في جدة، بسبب اتهامها بالمشاركة في إحياء حفلات خاصة بدون ترخيص. لكن سارة، التي خرجت من محبسها وهي تحمل ستة أجزاء من القرآن الكريم في قلبها، أكدت في أول ظهور إعلامي لها أنها ظُلمت، وأن ما حدث كان نتيجة حملة تشويه وخلط متعمد بين الحقيقة والإشاعة.
ما بعد الخروج.. حياة جديدة وظلال الماضي
بعد الإفراج عنها في عام 2008، آثرت سارة الغامدي الابتعاد عن الفن، مكتفية بحياة أسرية هادئة، إلى جانب زوجها مازن عسيري وطفليها رعد ومحمد. لكن ظلّ اسمها حاضرًا من حين لآخر، إما في ذكرى فنية، أو خلافات سابقة، أو شائعات تعاود الظهور، خصوصًا خلافها الطويل مع الفنانة شمس، الذي شغل الإعلام لسنوات دون أن يتمكن أحد من إغلاق ملفه بالكامل.
المرض.. الصمت الذي لا يُكذب
في العام 2024، ظهرت سارة من جديد، لكن هذه المرة ليست على المسرح أو الشاشة، بل من سرير مرض أنهك ملامحها وسرق طاقتها. أصيبت بورم خبيث في وجهها، وبدأت رحلة علاج طويلة داخل المستشفى التخصصي بجدة. ورغم تحسن حالتها في البداية ومغادرتها المستشفى، عادت الأعراض فجأة في منتصف مايو 2025، وبدأت حالتها في التدهور بسرعة مفجعة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة مساء الجمعة.
الوداع الأخير.. وسيرة تبقى
في لحظة الوداع، لم يكن النحيب صوتًا صاخبًا، بل كان صدى محبة صامتة، كتلك التي زرعتها سارة في قلوب كل من عرفها أو سمع صوتها. غادرت بهدوء، كما عاشت، تاركة خلفها سيرة تختلط فيها العذوبة بالألم، والموهبة بالصمت، والحكاية بالأسى.
لم تكن سارة الغامدي مجرّد فنانة سعودية ظهرت في مرحلة زمنية معينة، بل كانت امرأة تحمل أكثر من وجه، وأكثر من قصة، وأكثر من موقف. عاشت حياة لا تخلو من الدروس، وخرجت منها بأقل الخسائر، لكنها كسبت احترام كثيرين صمتت هي عنهم، فتكلموا عنها يوم رحيلها بكلمات لم تُقال وهي على قيد الحياة.
وداعًا سارة..
لن ينسى جمهورك وجهك الصافي وصوتك الدافئ، ولن تغيب ملامحك عن ذاكرة الفن السعودي الذي ما زال يبحث عن وجوه صادقة مثلك. رحلتِ، لكنكِ بقيتِ.. في الأغاني، وفي الذكريات، وفي كل من صدّق يومًا أن للفن وجه إنساني اسمه ساره الغامدي.
