عدد بطولات عم حارث ويكيبيديا

من يكون عم حارث ويكيبيديا، وعدد بطولاته مع الأهلي بعد إعلان اعتزاله نهاية الموسم 2025. قفي لحظة امتزجت فيها مشاعر الوفاء بالحزن، أعلن حارث محمود علي، الشهير بـ”عم حارث”، أقدم عامل مهمات في النادي الأهلي المصري، عن اعتزاله مهامه بنهاية الموسم الكروي الحالي، بعد مسيرة امتدت لأكثر من خمسين عامًا داخل جدران القلعة الحمراء.

عم حارث لم يكن لاعبًا داخل المستطيل الأخضر، ولم يسجل أهدافًا، لكنه ظل حاضرًا في كل لحظات الانتصار، شاهداً على أمجاد النادي وبطولاته، وداعمًا للاعبين من خلف الكواليس، ليصبح واحدًا من أبرز رموز الأهلي الشعبية وأكثرهم قربًا من قلوب الجماهير.

من هو عم حارث ويكيبيديا

بدأت رحلة عم حارث مع الأهلي عام 1973، حيث التحق بالعمل في حمام السباحة، قبل أن يُنقل بعد عام واحد فقط إلى فريق كرة القدم، وهو الموقع الذي التصق به اسمه طيلة عقود. كان دخوله النادي بمساعدة ابن عمه فاروق الذي سبقه بالعمل هناك، وكانت أولى رواتبه لا تتجاوز 3 جنيهات، إلا أن الشغف بالكيان الأحمر كان أعظم من أي مقابل مادي.

مع مرور السنوات، تحوّل عم حارث إلى تميمة حظ بالنسبة للاعبين، وركن أساسي داخل غرفة الملابس. لم يكن مجرد عامل مسؤول عن المعدات، بل أبًا وسندًا وأخًا أكبر، يحتفل معهم بالبطولات، ويشاركهم الأحزان عند الإخفاق، وكان دومًا حريصًا على ارتداء قميص النادي في المباريات المصيرية.

90 بطولة.. وحكايات خلف كل لقب

ربما لا يملك سجلًا تهديفيًا، لكن خزينة عم حارث من البطولات تُعد واحدة من الأغنى في تاريخ كرة القدم المصرية، حيث رافق الأهلي في تحقيق 90 بطولة خلال مسيرته، من بينها:

• 45 لقب دوري مصري (آخرها موسم 2024-2025)
• 12 لقب دوري أبطال إفريقيا
• عشرات البطولات الأخرى المحلية والقارية

وقال عم حارث في تصريحات تلفزيونية بعد تتويج الأهلي مؤخرًا بلقب دوري الأبطال: “أنا مش فاكر كام بطولة بالضبط، لكن اللي متأكد منه إنها قريبة من 90 بطولة.. الأهلي حياتي”.

وكانت أولى رحلاته الخارجية مع الفريق في عام 2001، خلال مواجهة صن داونز الجنوب أفريقي، ومنها انطلقت مشاركاته المتتالية في البطولات القارية والعالمية، ليمثل حلقة وصل مستمرة بين الأجيال المختلفة داخل صفوف الفريق.

حلقة وصل إنسانية بين الأجيال

لم تكن علاقة عم حارث مقتصرة على العمل فقط، بل تعدّت ذلك إلى ارتباط وجداني مع نجوم الأهلي عبر العصور. ظهر مع اللاعبين في عدد من الإعلانات الرسمية، وكان دائم الحضور في كواليس المباريات، وحتى في لحظات الاحتفال، مثلما حدث مؤخرًا عندما حمله محمد مجدي أفشة على كتفيه في لحظة عفوية أثارت إعجاب الجماهير.

كما أكد في أكثر من مناسبة أنه يرتبط بعلاقة متينة مع كل اللاعبين دون استثناء، وقال مازحًا: “أكتر واحد بيضحكني في الفريق دلوقتي هو كريم فؤاد.. دايماً بيهزر معايا”.

وداع بحجم الحكاية

يأتي إعلان اعتزاله في وقتٍ يعيش فيه الأهلي أزهى فتراته، بعد حسمه لقب الدوري للمرة 45 في تاريخه، وتتويجه بلقب دوري أبطال أفريقيا الثاني عشر، ليُكتب سطر النهاية لرحلة رجل عاش الأهلي بكل تفاصيله، وترك بصمته في كل زاوية من زواياه.

وفي تصريحاته الأخيرة، قال عم حارث إنه يأمل في أن يكون التتويج بكأس السوبر الإفريقي أمام الزمالك هو ختام رحلته الحمراء، معبرًا عن أمنيته: “نفسي أختم حياتي مع الأهلي بكأس قدام الزمالك.. تبقى أحلى نهاية”.

رمز شعبي خالد

ربما لم يظهر اسمه كثيرًا في العناوين، ولم يُصنّف يومًا بين نجوم الشباك، لكن عم حارث يظل أحد أبرز رموز النادي الأهلي، وأحد العلامات الإنسانية النادرة في كرة القدم المصرية، التي تروي قصة انتماء خالص، ووفاء لا يُشترى.

برحيله، يطوي الأهلي صفحة رجل خدمه بإخلاص، وترك في وجدان الجماهير قصة ملهمة عن الإخلاص والبساطة، في نادٍ لا يصنع المجد فقط بالأهداف، بل بمن وقف خلفها لسنوات طويلة دون أن يُسلّط عليه الضوء.