لم تكن حياة أحمد العبيدي، الشهير بـ«كافون»، مجرد مسيرة فنية لامعة في الراب التونسي، بل كانت أيضًا سلسلة من التجارب الشخصية الحافلة بالتقلبات، لا سيما في حياته العاطفية التي مرت بمحطات فارقة، أبرزها زيجتان، إحداهما قصيرة ومضطربة، والأخرى أكثر استقرارًا لكنها انتهت بوفاته المفاجئة.
في عام 2019، تزوّج كافون للمرة الأولى، لكن زواجه لم يصمد طويلًا، إذ أعلن طلاقه بعد شهرين فقط. وشارك جمهوره حينها عبر حسابه الرسمي بمنشور مؤثر ألمح فيه إلى أن العلاقة افتقرت إلى النضج والاحترام المتبادل. كتب يقول:
«الحب ليس رومانسية مفرطة أو اهتمامًا مزعجًا أو غيرة مسيطرة أو رسائل لا تتوقف، الحب هو أن أدعوا لك دون أن تعلم، واهتم بك حين أراك لست بخير، وأكون معك حين تحتاج إلي، وأتحدث معك عن أي شيء حتى لا ينقطع حبل الوصال، وأفرح لفرحك، وأحزن لحزنك، وأذكرك بالخير أمامك وخلفك، وتبقى في قلبي كما أنت وإن طال الغياب».
تدوينته تلك كشفت بوضوح خيبة أمله في تلك التجربة، خاصة بعدما تردد أن السبب الحقيقي وراء الانفصال كان «عدم فهم جوهر العلاقة الزوجية»، بما فيها من حب متوازن وتعاون بعيد عن الغيرة المفرطة أو الرغبة في السيطرة.
أما المحطة الثانية في حياته العاطفية، فكانت أكثر نضجًا واستقرارًا، حين تزوّج في عام 2024 من الباحثة الجامعية إلهام الشيحي، وهي دكتورة متخصصة في المجال القانوني. عُرفت إلهام بين متابعي كافون بحسابها على إنستغرام «elhem_chihi»، وبدت العلاقة بينهما أكثر هدوءًا واحترامًا، إذ ارتبط الاثنان بعيدًا عن ضجيج الإعلام واحتفلا بزواجهما في أجواء عائلية بمباركة من الوسط الفني التونسي.
رحل كافون في مايو 2025 بعد صراع مؤلم مع مرض نادر تسبب في بتر أطرافه، تاركًا زوجته إلهام التي كانت على ذمته حتى اللحظة الأخيرة. وقد شكّلت وفاته فاجعة كبيرة لإلهام، التي رافقته خلال مراحل المرض، ووقفت إلى جواره في فترة تدهور حالته الصحية.
وبينما لا تتوافر معلومات موثقة حول ما إذا كان كافون قد أنجب أطفالًا، إلا أن بعض المصادر غير المؤكدة تشير إلى أنه رزق بطفل من زيجته الأولى، في حين لم يُسجّل إنجابه من إلهام.
ورغم ما مرّ به من آلام شخصية، ظل كافون قريبًا من جمهوره، يعبّر عن مشاعره في أغانيه وتدويناته، ويبقى رمزًا لجيل كامل عاش الهامش وصنع من الصدق فنًا خالدًا.
