قصة ميرا جلال ثابت.. ماذا حدث معها؟

عاد اسم ميرا جلال ثابت، الطالبة المنحدرة من قرية المخطبية بريف حمص، إلى الواجهة بقوة بعد أن تحولت قصتها من اختفاء مفاجئ إلى قضية رأي عام، وسط تضارب كبير في الروايات الرسمية والشعبية حول ما جرى معها خلال اختفائها.
قصة ميرا جلال ثابت
اختفاء وسط ظروف غامضة
بدأت القصة حين تغيبت ميرا، البالغة من العمر 22 عامًا، عن الخروج من قاعة الامتحان في معهد إعداد المدرسين بحمص، رغم انتظار والدها لها في الخارج وبحوزته هاتفها الشخصي. اختفاؤها المفاجئ أثار حالة من الذعر بين أهلها، وفتح أبوابًا من الشكوك والتساؤلات، خاصة مع غياب أي تفسير رسمي خلال الأيام الأولى.
ظهور مفاجئ يثير الريبة
بعد نحو أسبوع، ظهرت ميرا فجأة في منزل ذويها بريف تلكلخ، محاطة بعناصر يرتدون زي الشرطة وبحضور مراسل قناة «الإخبارية السورية»، حيث أدلت برواية مفادها أنها فرت بإرادتها مع شاب يدعى أحمد، بعد علاقة عاطفية جمعتهما. إلا أن الفيديو أثار الريبة، إذ بدا على ميرا الارتباك والخوف، ما جعل المتابعين يشككون في صدق أقوالها، واعتبروها ضحية لضغط أمني ومحاولة واضحة لتغطية اختطافها بتحويل القضية إلى زواج شرعي.

روايتان متضاربتان
في ظل غياب بيان رسمي من أي جهة قضائية أو أمنية سورية، ظهرت روايتان متناقضتان حول ما جرى مع ميرا. الرواية الأولى، التي قدمها الإعلام الرسمي وبعض الحسابات الموالية، تزعم أنها هربت بإرادتها مع أحمد بعد أن رفضت الضغوط العائلية. أما الرواية الثانية، والتي تبناها عدد من الناشطين وحقوقيين، فتؤكد أن ميرا تعرضت للاختطاف وتم نقلها إلى إدلب حيث جرى تزويجها قسرًا، وربما تعرضت لما هو أسوأ.
دور أحمد بين الرواية والشكوك
الشاب أحمد، الذي زُعم أنه تزوج ميرا، ظهر في فيديوهات سابقة ضمن احتفال رسمي في حمص، ما دفع البعض إلى التساؤل عن صلاته بالأجهزة الأمنية، خاصة بعد ظهوره المفاجئ إلى جانب ميرا دون أي محاسبة أو توضيح رسمي لدوره في القضية. كما تداول ناشطون حسابه على «فيس بوك» ضمن حملة انتقادات شديدة، في ظل تضارب المعلومات حول كونه زميلاً لها أو مجرد بائع ورد.
منظمات حقوقية تدق ناقوس الخطر
أشارت «رابطة النساء السوريات» إلى أن غياب التحقيقات المستقلة في قضايا اختفاء الفتيات يفتح المجال للإفلات من العقاب، ويمنح الجهات المتورطة غطاءً قانونيًا عبر وسائل الإعلام. كما اعتبرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن مثل هذه القضايا، حين تُحوّل إلى قصص حب مفترضة، تمثل انتهاكًا واضحًا للقوانين السورية، وتكرّس الخوف بين النساء في ظل الغياب التام للمساءلة.
ضغط شعبي وأسئلة معلّقة
القضية سرعان ما تحولت إلى الشغل الشاغل للرأي العام السوري، وخرج الإعلامي عمر إدلبي في بث مباشر مع ميرا وأحمد، حيث أنكرا جميع الشائعات حول اختطاف أو زواج قسري. لكن رغم هذا الظهور الإعلامي، لم ينجح في تبديد شكوك الشارع، خصوصًا مع النظرات المرتبكة على وجه ميرا، ما أثار المزيد من الأسئلة حول ما إذا كانت تتحدث بحرية تامة أم تحت ضغط.