من هو اللواء محمود الطباخ؟ وتفاصيل وفاته

غيب الموت اللواء محمود الطباخ، أحد أبرز رجالات الأمن في دولة الكويت، والذي وُصف بأنه من القيادات التي نذرت حياتها لخدمة الوطن، وخلّدت اسمها في ذاكرة العمل الأمني، لما اتسم به من انضباط عسكري، وشجاعة ميدانية، ووفاء للمسؤولية.
وُلد الراحل في 4 فبراير 1958، والتحق بعد إنهائه المرحلة الثانوية بكلية الشرطة، قبل أن تتحول لاحقًا إلى أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية. ومنذ تخرجه، تنقل في مواقع أمنية حساسة داخل وزارة الداخلية، فخدم في مختلف مخافر محافظة العاصمة كضابط مخفر، وضابط مباحث، وشارك في وحدات العمليات، ليكوّن بذلك تجربة غنية ومؤثرة في العمل الأمني.
عرف عن الطباخ التزامه الصارم بالقانون، وبراعته في الملفات الجنائية المعقدة، إذ اعتُبر من أبرز الأسماء في قطاع المباحث الجنائية، وكان له ظهور إعلامي في برنامج أمني توعوي عام 2022، تناول خلاله قضايا نوعية، أبرزها تفكيك عصابة دولية متخصصة في ابتزاز الفتيات، وصلت أنشطتها إلى دول أوروبية، وهي إحدى القضايا التي تولى متابعتها بنفسه.

كما يُعد الفقيد أحد أسرى الغزو العراقي عام 1990، وهو ما زاد من عمق ارتباطه الوطني، ورفع من رصيده الشعبي والمهني داخل المؤسسة الأمنية وخارجها.
في مايو 2023، تعرض الفريق الطباخ لوعكة صحية، أثارت حالة من التعاطف العام، وتقدمت حينها أصوات عديدة بنداء لوزير الداخلية لمتابعة حالته عن كثب، تقديرًا لتاريخه الكبير، ومكانته في قلوب الكويتيين.
عرفه زملاؤه ومحبيه بلقب «بوحسين»، وكان يُلقب بـ«درع الوطن» و«راعي الفزعة»، وظل حتى لحظاته الأخيرة مثالًا للوفاء، وفخرًا لأسرته ومحبّيه، وركنًا من أركان المؤسسة الأمنية الكويتية التي فقدت برحيله قامة وطنية كبيرة.
وقد وُري جثمانه الثرى عصر يوم الجمعة، وسط مشاعر حزن عميقة من زملائه وذويه، الذين ودعوه بكلمات صادقة اختلط فيها الفخر بالحزن، وارتفعت فيها الدعوات له بالرحمة والمغفرة.