استثمارات إماراتية وكويتية تسجل نموًا لافتًا في الربع الأول من 2025
كشفت تقارير مالية حديثة عن تصاعد لافت في استثمارات صناديق الثروة السيادية الخليجية داخل سوق الأسهم الصينية، مع تسجيل كل من جهاز أبوظبي للاستثمار والهيئة العامة للاستثمار الكويتية زيادات كبيرة في حجم الحصص التي يمتلكانها في شركات صينية مدرجة، ما يُعد مؤشراً واضحاً على الثقة المتزايدة بتوجهات الاقتصاد الصيني وآفاق نموه طويلة الأجل
نمو قوي في استثمارات جهاز أبوظبي
ووفقًا لصحيفة «سيكيوريتيز تايمز» المالية الصينية، فقد بلغت القيمة الإجمالية لحصص جهاز أبوظبي للاستثمار في سوق الأسهم الصينية من الفئة «أيه» بنهاية الربع الأول من العام الجاري نحو 10.66 مليار يوان، ما يعادل 1.48 مليار دولار، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 74% مقارنة بنهاية الربع السابق
وتوزعت استثمارات الجهاز على 27 شركة صينية مدرجة ضمن قائمة كبار المساهمين، أبرزها مجموعة «تسيجين» المحدودة للتعدين التي يمتلك فيها نحو 163 مليون سهم بقيمة سوقية بلغت 2.96 مليار يوان. كما عزز من استثماراته في شركة «بي أو إي» الصينية المتخصصة في شاشات العرض بإضافة 1.27 مليار سهم جديدة، لترتفع القيمة الإجمالية لحيازته فيها إلى نحو 1.56 مليار يوان
واشتملت محفظة استثمارات جهاز أبوظبي على قطاعات متعددة، من بينها مواد البناء والمعادن والكيماويات والأجهزة الصلبة، ما يشير إلى تنويع إستراتيجي يركز على القطاعات الإنتاجية ذات النمو المرتفع
الكويت توسع حضورها في قطاعات صناعية متقدمة
الهيئة العامة للاستثمار الكويتية بدورها واصلت تعزيز وجودها في السوق الصينية، إذ ظهرت كأحد أكبر عشرة مالكين للأسهم القابلة للتداول في 24 شركة مدرجة على الأقل. وبلغ إجمالي قيمة حصص الهيئة نحو 5.49 مليار يوان، بزيادة قدرها 36.95% عن الربع السابق، بحسب بيانات «ويند إنفو»
وتركزت استثمارات الهيئة في قطاعات متنوعة، من أبرزها الأجهزة المنزلية والآلات ومكونات السيارات والمعدات الكهربائية. وقد زادت حصتها في شركة «فلايكو» المتخصصة في الأجهزة المنزلية بشراء 1.63 مليون سهم لتصل إجمالي حيازتها إلى 8.17 مليون سهم بقيمة تقدر بنحو 301 مليون يوان، كما عززت استثماراتها في مجموعة «آنهوي يينغليو» المصنعة للطائرات المروحية بزيادة 540 ألف سهم، لتتجاوز القيمة السوقية لحيازتها فيها 182 مليون يوان
ورغم تقليص جزئي لبعض الحصص، فإن شركتي «ساتالايت كيميكال» و«تشجيانغ سانهوا إنتيليجنت كونترولز» ظلتا تمثلان أكبر حيازتين للهيئة، حيث تجاوزت القيمة السوقية لكل منهما نصف مليار يوان
ثقة متزايدة ونظرة إستراتيجية طويلة الأمد
هذا التوجه الاستثماري النشط من جانب صناديق الثروة الخليجية يُظهر ثقة إستراتيجية في أداء السوق الصينية، رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. ويعكس كذلك رغبة تلك الصناديق في اقتناص فرص النمو من خلال تنويع المحافظ الدولية والاستفادة من ديناميكيات التحول الصناعي والتكنولوجي داخل الصين
