في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستوقف عملياتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، بعدما أكد أن الجماعة المسلحة وافقت على التوقف عن مهاجمة خطوط الملاحة البحرية في الشرق الأوسط، والتي طالما أثارت توترات دولية متصاعدة.
وأوضح ترامب أن الحوثيين «استسلموا»، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن الضربات الأميركية على اليمن ستتوقف على الفور، بعد تلقي واشنطن رسالة من الحوثيين تطلب فيها وقف القصف مقابل إنهاء الهجمات البحرية.
وأضاف الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني: «الحوثيون طلبوا منا عدم قصفهم وأكدوا أنهم سيتوقفون عن استهداف السفن»، وتابع: «قالوا لنا: نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم».
وفيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحوثيين بشأن تلك التصريحات، أشار ترامب إلى أن بلاده ستُصدق تعهداتهم بعدم مهاجمة السفن مجددًا، في إشارة إلى احتمال انفراجة في واحدة من أعقد الأزمات البحرية المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التطورات عقب تصاعد حاد في التوترات، بعد أن استهدفت إسرائيل، الاثنين، مواقع حوثية في ميناء الحديدة اليمني، ردًا على سقوط صاروخ حوثي بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب الأحد الماضي، ضمن سلسلة تهديدات حوثية باستهداف المطارات الإسرائيلية وفرض “حصار جوي شامل”.
وبحسب ما يُعرف بوزارة الصحة الحوثية، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية على الحديدة عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين، في حين شن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أكثر من 20 غارة جوية جديدة استهدفت مطار صنعاء وأخرى متفرقة، مؤكدًا تدمير مبنى الركاب وتعطيل المطار بالكامل.
وتشكل جماعة الحوثي أحد أبرز أذرع ما يُعرف بمحور المقاومة المدعوم من إيران، والذي يضم أيضًا حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، ويواجه هذا المحور مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
