تصعيد بحري بين باكستان والهند بعد تفجير كشمير: إسلام آباد تحظر السفن الهندية وترد بالمثل على نيودلهي

فرضت وزارة الشؤون البحرية في باكستان، اليوم الأحد، حظرًا فوريًا على دخول أي سفينة ترفع العلم الهندي إلى الموانئ الباكستانية، في خطوة تصعيدية جديدة ضمن التوترات المتصاعدة بين البلدين عقب الهجوم الدامي الذي وقع في كشمير الأسبوع الماضي.
وبحسب ما نقلته صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية، فإن الحظر شمل أيضًا منع السفن التي ترفع العلم الباكستاني من الرسو في أي من الموانئ الهندية، بموجب تعليمات رسمية أصدرتها الوزارة، في رد مباشر على الإجراءات التي اتخذتها نيودلهي خلال الأيام الماضية.
وكانت الأزمة بين الطرفين قد تصاعدت إثر مقتل 26 سائحًا، معظمهم من الهندوس، في هجوم استهدف حافلتهم في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير يوم 23 أبريل/نيسان. وقد حملت الحكومة الهندية باكستان مسؤولية الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد بشكل قاطع، مؤكدة أن الاتهامات الهندية لا تستند إلى أدلة.
رد الهند لم يتأخر، إذ أوقفت جميع وارداتها من باكستان أو تلك العابرة عبر أراضيها، كما أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الباكستانية، في مقابل قيام إسلام آباد في وقت سابق بمنع تحليق الطائرات الهندية فوق أجوائها، إضافة إلى إعلان الهند تعليق العمل باتفاقية تقاسم مياه نهر السند، وهي إحدى الركائز الرئيسية في العلاقات الثنائية بين البلدين منذ عقود.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن باكستان توجهت بطلب إلى عدد من حلفائها في منطقة الخليج من أجل التدخل لتهدئة التصعيد، في محاولة لتفادي انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع، خصوصًا أن النزاع التاريخي حول كشمير ما يزال من أعقد الملفات الإقليمية، وقد كان سببًا مباشرًا لاندلاع حربين بين الطرفين في عامي 1948 و1965.
وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف دولية من تفاقم الأزمة بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، في وقت تتسابق فيه العواصم الكبرى لاحتواء التصعيد وتجنب تكرار سيناريوهات المواجهة العسكرية السابقة.