أثار اسم رجل الأعمال الهندي الشهير بالفيندر ساهني، المعروف بلقب «أبو صباح»، اهتمامًا واسعًا بعد صدور حكم قضائي ضده من محاكم دبي، في واحدة من أكبر قضايا غسل الأموال التي تم الكشف عنها مؤخرًا في الإمارة. ورغم مسيرته الطويلة في عالم الثراء والعقارات الفاخرة، إلا أن نهايته القانونية كانت صادمة ومدوّية.
البداية من الصفر.. والنجومية في عالم المال
وُلد بالفيندر ساهني في الهند، وهاجر لاحقًا إلى دولة الإمارات حيث بدأ مسيرته المهنية في سن مبكرة، وتمكّن من دخول عالم المال والأعمال من أوسع أبوابه. عُرف في الأوساط الاقتصادية بلقب «أبو صباح»، وهو والد شاب يُدعى “صباح”، وكان دائم الظهور في الإعلام ومواقع التواصل بسبب نمط حياته الباذخ، وامتلاكه عقارات ضخمة وسيارات نادرة، فضلًا عن كونه أحد أكثر من 54 ألف مليونير يقيمون في دبي.
أسس أبو صباح مجموعة شركات RSG المتخصصة في تطوير العقارات وإدارة الممتلكات، والتي توسعت لاحقًا لتشمل فروعًا في الولايات المتحدة والهند وعدة دول أخرى. كانت مجموعته واحدة من أكثر الشركات العقارية ربحية في دولة الإمارات.
هوس بالترف.. و«لوحة رقم 5» تشعل الجدل
في عام 2016، أثار أبو صباح ضجة في الإمارات بعدما دفع 33 مليون درهم لشراء لوحة سيارة مميزة تحمل الرقم (5)، في مزاد خاص، وهو ما عدّه الكثيرون رمزًا للمبالغة في الترف. كما ظهر لاحقًا في برنامج وثائقي على قناة BBC البريطانية بعنوان Inside Dubai: Playground of the Rich، ليتحدث عن أسلوب حياته قائلاً: «سيارتي سعرها 800 ألف دولار، لكن لوحة أرقامها تساوي 9 ملايين دولار!».
السقوط الكبير.. قضية غسل أموال تهز دبي
لكن هذه الصورة الفاخرة لم تستمر طويلًا، فسرعان ما بدأت التحقيقات الجنائية تلاحق أبو صباح على خلفية أنشطة مالية مشبوهة. وبحسب ما نشرته صحيفة البيان الإماراتية، فقد قضت محكمة الجنايات في دبي بسجنه خمس سنوات، وتغريمه 500 ألف درهم، ومصادرة 150 مليون درهم من أمواله، مع الإبعاد النهائي عن الدولة بعد قضاء العقوبة.
لم يكن أبو صباح وحده في هذه القضية، بل تمّت إدانته مع 32 متهمًا آخرين، من بينهم ابنه، بعد ثبوت تورطهم في غسل أموال عبر شبكة إجرامية، باستخدام شركات وهمية وتحويلات مصرفية داخلية وخارجية. القضية أُحيلت للنيابة في ديسمبر الماضي، وتم النظر فيها بدءًا من يناير.
كما شملت الأحكام تغريم ثلاث شركات متورطة في الجريمة مبلغ 50 مليون درهم لكل منها، مع مصادرة الأجهزة الإلكترونية والهواتف والمستندات المستخدمة في العمليات المالية غير القانونية. ووصفت المحكمة النشاط بأنه ممنهج ومتعدد الجنسيات ويمس أمن النظام المالي في الدولة.
أين يقف اليوم أبو صباح؟
بعد أن كان رمزًا للبذخ والتفاخر في الإمارات، وجد أبو صباح نفسه خلف القضبان، بانتظار تنفيذ الحكم. وقد تساءل الكثيرون على منصات التواصل: كيف يمكن لرجل أعمال بهذا المستوى أن يغامر بمستقبله بهذه الصورة؟
ديانة أبو صباح
ينتمي أبو صباح إلى الديانة الهندوسية، وهو ما يتماشى مع خلفيته الثقافية من الهند، وقد ظل متمسكًا بجذوره الدينية رغم إقامته الطويلة في الإمارات وانخراطه في مجتمعات متعددة الجنسيات والديانات.
يذكر أن قصة “أبو صباح” هي مثال صارخ على التحوّلات السريعة في حياة رجال الأعمال، بين المجد والانهيار. فبينما كان يومًا رمزًا للثراء اللافت في دبي، بات اليوم أبرز المتهمين في واحدة من أكبر قضايا غسل الأموال بالإمارات، في قصة تختزل مفارقة الثراء الفاحش وسقوط الإمبراطوريات المالية في لحظة.
