من هو حسين السلامة – ويكيبيديا؟.. السيرة الذاتية الكاملة لرئيس جهاز الاستخبارات العامة السوري الجديد.
من هو حسين السلامة ويكيبيديا
في خطوة مفصلية ضمن عملية إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في سوريا، تم تعيين حسين عبد الله السلامة، المعروف بلقب أبو مصعب الشحيل، رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة، خلفًا للقيادات السابقة، في وقت تشهد فيه البلاد تحولات كبرى على المستويين السياسي والأمني.
ينحدر حسين السلامة من بلدة الشحيل التابعة لمحافظة دير الزور شرقي البلاد، وهو من أبناء قبائل العكيدات، إحدى أكبر العشائر السورية وأكثرها تأثيرًا في النسيج الاجتماعي للمنطقة الشرقية.
وقد منحه هذا الانتماء العشائري نفوذًا اجتماعيًا واسعًا ساعده في أداء أدواره التفاوضية والإدارية والعسكرية في مراحل مفصلية من تاريخ سوريا.
ويحمل السلامة شهادة دبلوم في الإدارة والاقتصاد، وسرعان ما انخرط في العمل العام ضمن السياق العسكري والمدني بعد اندلاع الثورة السورية، حيث برز كأحد القياديين في الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، وتقلّد مسؤوليات ميدانية في مناطق الشمال السوري، قبل أن يبتعد لاحقًا عن العمل التنظيمي لصالح أدوار تفاوضية وحكومية.
وبعد انهيار سلطة النظام في عدد من مناطق الشرق السوري، تم تكليف السلامة مؤقتًا بإدارة ثلاث محافظات هي دير الزور والرقة والحسكة، غير أنه أعلن استقالته بعد أقل من شهر بسبب تعقيدات الواقع العشائري والإداري، واختار العودة إلى صفوف العمل العسكري والتنظيمي.
لكن سرعان ما برز اسمه مجددًا على الساحة السياسية، حيث تولّى رئاسة “لجنة استكمال اتفاق الدولة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”، وهي اللجنة التي تولّت مفاوضات حساسة شارك فيها وسطاء دوليون، سعيًا إلى إعادة توحيد الجغرافيا السورية وتنسيق الترتيبات الأمنية والإدارية في مناطق النفوذ الكردي.
وبرز السلامة من خلال هذا الدور كأحد الوجوه التوافقية الجديدة في الساحة السورية، القادرة على التنقل بين الملفات الأمنية والعسكرية من جهة، والسياسية والدبلوماسية من جهة أخرى، مستفيدًا من علاقاته العشائرية وقدرته على التأثير في بيئته المحلية.
وتؤكد تقارير صحفية محلية أن تعيينه رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة جاء بقرار مباشر من الرئيس السوري أحمد الشرع، في إطار سياسة جديدة تهدف إلى ضخّ دماء شابة وذات خلفيات ميدانية في المواقع الأمنية العليا، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بالحدود الشرقية والتوترات في مناطق التماس مع قسد.
ويُتوقع أن يشكّل حسين السلامة أحد الأعمدة الجديدة في مرحلة ما بعد الصراع في سوريا، خاصة مع تصاعد الحديث عن ترتيبات سياسية وأمنية جديدة تعيد رسم المشهد الوطني، في ظل تقاطعات دولية وإقليمية معقّدة.
