شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية حالة من الإشادة الواسعة بعد الحكم القضائي الذي أصدره المستشار شريف كامل عدلي في قضية الطفل ياسين، الذي تعرّض لجريمة مروّعة داخل مدرسة خاصة بمحافظة البحيرة.
ذلك الحكم الصارم الذي وصل إلى السجن المؤبد أعاد الثقة في عدالة القضاء المصري، وكشف عن ملامح شخصية قضائية صارمة اتخذت قرارًا مصيريًا في واحدة من أخطر القضايا التي هزّت الرأي العام.
واقعة الطفل ياسين.. بداية الغضب الشعبي
بدأت فصول القضية بتلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا من أسرة الطفل ياسين، البالغ من العمر 5 سنوات، يفيد بتعرضه للاعتداء من قبل أحد العاملين داخل المدرسة، وانتشرت تفاصيل الواقعة كالنار في الهشيم، وسط حالة من الغضب الشعبي والمطالبات بإجراء تحقيقات عاجلة وإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني.
أُحيلت القضية إلى محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار شريف كامل عدلي، وسط ترقب شعبي واسع لما ستؤول إليه مجريات المحاكمة، ورغم حساسية الموقف، تعامل القاضي مع الملف بمنتهى الصرامة، وحرص على دراسة كافة التفاصيل بعناية، حتى توصلت المحكمة إلى قرار بإدانة المتهم وإصدار حكم السجن المؤبد بعد تعديل التهمة إلى “هتك عرض قاصر تحت التهديد”.
ديانة المستشار شريف كامل عدلي
يُعد المستشار شريف كامل عدلي من الشخصيات القضائية المعروفة داخل أروقة المحاكم المصرية، ويتمتع بسيرة ذاتية حافلة، إلا أنه لم يكن من الشخصيات المتداولة في الإعلام حتى ارتبط اسمه بهذه القضية. وهو رئيس بمحكمة جنايات دمنهور، ويشغل منصبًا قضائيًا رفيعًا جعله في موضع اتخاذ قرارات بالغة الحساسية.
بحسب مصادر متعددة، فإن المستشار شريف كامل عدلي ينتمي إلى الديانة المسيحية. ورغم ذلك، فقد أظهر حيادًا تامًا في إدارة جلسات المحاكمة، وهو ما دفع الكثير من المصريين للإشادة به كمثال للقاضي الذي يُعلي راية القانون فوق أي انتماءات دينية أو شخصية.
وقد علّق البعض بأن ما فعله شريف كامل عدلي يمثل “انتصارًا للعدالة”، بينما قال آخرون: “في مصر ما فيش مسلم ومسيحي في المحاكم.. فيه قاضي بيحكم بالعدل”، في إشارة إلى نزاهة منظومة القضاء المصري.
فور صدور الحكم، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الآلاف من المنشورات التي عبّرت عن الشكر والامتنان للقاضي شريف كامل عدلي، معتبرين أن قراره أراح قلوب المصريين، وأنه لم يتهاون في حق طفل بريء، وحرصت أسرة الطفل ياسين على توجيه الشكر له، وأكدت في تصريحاتها أن الحكم أعاد لهم الثقة في العدالة.
طالع أيضاً: ديانة صبحي عطري الإعلامي السوري.. ما هي ديانته الحقيقية مسلم أم مسيحي؟
