ترامب يودّع إيلون ماسك برسالة مؤثرة وسط أجواء مشحونة.. الملياردير يغادر المشهد السياسي بخسائر فادحة ومكاسب شخصية

في مشهد وداعي لافت، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحية خاصة للملياردير إيلون ماسك، خلال ما يبدو أنه آخر ظهور رسمي له في اجتماع مجلس الوزراء، لينهي بذلك فترة مثيرة قضاها في منصبه كمستشار للبيت الأبيض، امتزجت فيها السياسة بالتكنولوجيا والتوترات المكتومة.
ماسك جلس في الاجتماع وهو يرتدي قبعتين في آن واحد، إحداهما بشعار وكالته الخاصة لتقليص حجم الحكومة والمعروفة باسم «DOGE»، والثانية كُتب عليها «خليج أمريكا»، في إشارة رمزية إلى ازدواجية الأدوار التي لعبها بين عالم الأعمال والسياسة خلال الأشهر الماضية.
ترامب، وعلى غير عادته، خاطب ماسك بنبرة مليئة بالتقدير قائلاً: «كنت مصدر إلهام للكثيرين وحققت إنجازات غير مسبوقة.. قدمت عملاً مذهلاً ونحن نثمن ذلك»، مضيفًا مازحًا: «أنت الوحيد القادر على فعل كل هذا دون أن يحاسبك أحد»، في تعليق أثار ضحكات الحضور، وردّ عليه ماسك: «كما يقولون، أنا أرتدي الكثير من القبعات».
وراء هذا الوداع الرسمي، كانت الحقائق تكشف عن مسار صاخب لماسك في المشهد الحكومي. فقد دخل في مواجهات عنيفة مع عدد من المسؤولين، أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو الذي اختلف معه بشدة حول سياسات التوظيف، كما شهدت اجتماعات مغلقة مشاجرات حادة بين ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت على خلفية تعيينات مصلحة الضرائب.
تلك الخلافات أجبرت ترامب لاحقًا على تقليص صلاحيات ماسك وتحويل دوره من صانع قرار إلى مستشار غير رسمي، محاولة لاحتواء التوتر بين رؤية ماسك التكنوقراطية والواقع السياسي المتشعب.
برغم التقدير الرئاسي، فإن ماسك يغادر موقعه الحكومي وسط تراجع مالي كبير، إذ خسر أكثر من 113 مليار دولار من ثروته بحسب مؤشر «بلومبرغ» للمليارديرات، كما انهارت أرباح شركته «تسلا» بنسبة 71%، وتراجعت أسهمها بما يفوق 33%.
ومع ذلك، فإن ماسك يظل متصدرًا قائمة أغنى رجال العالم، مستفيدًا من الطفرة المستمرة في قيمة استثماراته الخاصة بشركتي «سبيس إكس» و«نيورالينك»، اللتين ما زالتا تنموان بوتيرة متسارعة بعيدًا عن ضغوط المشهد السياسي.