أشرف ابو جليل يوثق لمؤتمر الفيوم الأدبي الأول مارس 1995

للتوثيق وخاصة أن بعض الوارد ذكرهم مازالوا أحياء
أما قبل
مؤتمر الفيوم الأدبي الأول مارس 1995
بقلم أشرف أبوجليل
في لقاء جمعني و الأستاذ حسين مهران رئيس هيئة قصور الثقافة عام 1994 طلبت من رئيس الهيئة الموافقة على إقامة مؤتمر الفيوم الأدبي الأول ، على ان يكون المؤتمر كله عن الفيوم ،
وافق رئيس الهيئة على المقترح كاملا وأحاله الى رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد ( هكذا كان اسم الإقليم ) الأستاذ أحمد لبنة وعندما قرأ المشروع أولع به لا كمؤتمر للفيوم بل للإقليم كله ، أعترضت ، وجمع رئيس الإقليم أدباء يمثلون محافظات الإقليم فعليا ، وحاول أن يستميل الأدباء للفكرة لأنها ستخدم محافظاتهم لكنهم تفهموا اعتراضي ، بل أيدوا تمسكي بفكرتي، وصعّدت الأمر لرئيس الهيئة فانحاز لي لأني صاحب المقترح ، ومن هنا بدات الترتيبات .
جمعت خمسة من الأدباء : محمد عبد المعطي ومحمد حسني إبراهيم وشحاتة إبراهيم وسيد معوض ولا أتذكر الآخر تحديدا لكنهما، فيما أذكر، من هؤلاء : هل المخرج صلاح حامد ام الشاعر نادي حافظ، وعقدنا الاجتماع الأول وسط سخرية من مدير ثقافة الفيوم المخرج يسري ناصر الذي كان على خلاف شديد معنا وليس لديه أية تفاصيل بالمؤتمر ويعتبر ذلك أوهاما نرددها وفي الاجتماع اختارتني الأمانة بالتزكية أمينا عاما ( على طريقة هو صاحب الفكرة ويعرف أبعادها وكيفية إدارتها) وبدأت في جمع الأعمال من أدباء الفيوم ( مهمة صعبة جدا بسبب تكاسل الأدباء وعدم وجود تواصل اليكتروني كما هو الحال ، فيكفي أن تركب مواصلات 40 كيلو لتحصل على ديوان وإن أردنا تصوير نسخة من الكتاب تنتقل من قرية الى مركز لتصوير نسخة وذهبت بالأعمال الى كبار نقاد مصر ولم يكن 90 بالمائة من أدباء الفيوم لهم أية كتب منشورة
استصدرت خطابا من رئيس الهيئة الى السيد محافظ الفيوم يطلب منه تلبية رغبة الادباء والهيئة في إقامة مؤتمر كبير يحضره 100 شخصية من خارج الفيوم ويستمر ثلاثة أيام وستتكفل الهيئة بمكافأة الباحثين وانتقالاتهم وطباعة كتابي المؤتمر أحدهما للأبحاث والثاني لإبداعات فيومية كما ستقيم مسابقة أدبية وتصدر عددا من مجلة أدباء الفيوم ( التي أسستها بدعم من د. عبد الرحيم شحاتة محافظ الفيوم وطبعت أول أعدادها في بني سويف ) على أن تتحمل المحافظة الإقامة والإعاشة لمائة فرد
المحافظ على قدر استنارته وتأسيسه لمجلس أسماه ( المجلس الأعلى للثقافة بالفيوم برئاسته وكان قد اختاروني عضوا به وعمري 26 عاما ) اجتمع بالمجلس ورفض خطاب رئيس الهيئة وقال أنا لا أعمل بالأمر المباشر ، ويبدو أنه استصغر سني وأن أحضر له أنا الخطاب من رئيس الهيئة ، أيا كان السبب ، قرر المحافظ أن يسند المؤتمر الى الأستاذ محمد مصطفى البسيوني ، أكبر الشعراء سنا ، ولكنه لا يعرف عن موضوع المؤتمر شيئا ، ولم يسمع عن النقاد الذين تواصلت معهم ، باختصار قبل الرجل المؤتمر على مضض وعدم معرفة واستجابة لرغبة المحافظ فقط ومن جهتي ، قلت ” يللا يوريني المحافظ والأستاذ البسيوني هيعملوا ايه ؟” ومرت الشهور وأنا متجنب الحديث منتظرا للنتائج وقبل عيد الفيوم بشهر واحد استقبل المحافظ المجلس الأعلى للثقافة بالفيوم وأنا عضو به ، ليسأل عن أخبار المؤتمر ، وأين وصلنا، ففاجأه الأستاذ البسيوني أنه لا يعرف شيئا ولا قدرة له على ذلك وأن الفكرة فكرة أشرف وقد قام بكل شيء والمؤتمر جاهز معه ، فلم لا يكلف به؟ هنا وافق المحافظ وطلب أن أطلعه على التجهيزات ، فوجد مؤتمرا كاملا جاهزا بدراساته وأسماء ضيوفه والكتابان معدان للنشر بل هما في مطبعة الهيئة ( فلم أخبر رئيس الهيئة بالكلكعة التي حدثت في الفيوم )
هنا كتب المحافظ ردا لرئيس الهيئة مرحبا بالمؤتمر ( تأخر الرد هكذا قرابة 7 شهور)
وبدأنا في الإعدادات وذهبت مفاوضا الفنادق باسم المحافظة ( هكذا كانت توجيهات المحافظ ) واستقر المؤتمر في نزل السيليين
وصدر كتاب ( أغنية للاكتمال) العدد 35 من سلسلة (كتابات نقدية) من هيئة قصور الثقافة ضم دراسات المؤتمر من كل من:
عن الرواية الفيومية كتب الدكتور عبد المنعم تليمة عن روايتي المتمردون لصلاح حافظ ورائحة النعناع لحسين عبد العليم والدائرة للدكتور نجدي إبراهيم وكتب الدكتور جمال التلاوي عن رواية الوجه والقناع لنبيل عبد الحميد
وعن القصة القصيرة الفيومية كتب الدكتور سيد البحراوي عن عويس معوض وسيد معوض و مصطفى عطية جمعة وعبد الوهاب محمد واحمد محمد طوسون
وكتب الدكتور مدحت الجيار عن سليمان كابوه ونجدي إبراهيم و وحسين عبد العليم و ومنتصر ثابت وعويس معوض
وكتب الدكتور صلاح السروي عن قصص احمد طوسون وسيد معوض وعبد الوهاب محمد وحمدي أبوجليل
وكتب الدكتور مجدي أحمد توفيق عن قصص عويس معوض وحمدي أبوجليل وعبد الوهاب محمد وأحمد طوسون ومصطفى عطية جمعة وسيد معوض، وكتب حسين عيد عن الكاتب صلاح حافظ
وعن الشعر في الفيوم كتب النقاد
كتب الدكتور أمجد ريان عن أشرف أبوجليل و نادي حافظ وأحمد قرني و أسامة الزيني وكتب الشاعر أحمد عنتر مصطفى عن إبراهيم يوسف و حزين عمر و ممدوح عزوز و أحمد نبوي و كتب رضا العربي عن أشرف أبوجليل و كتب الدكتور يسري العزب عن محمد الحسيني ومجدي الجابري ومصطفى الجارحي ومحمد حسني إبراهيم ومحمد عبد المعطي وعبد الكريم عبد الحميد وكتب مسعود شومان عن مجدي الجابري ومحمد الحسيني ومحمد عبد المعطي و كتب شحاتة إبراهيم عن الشاعر عبد الله الخطيب
وعن منهج الناقد الفيومي مراد بطرس كتب الدكتور محمد حسن عبد الله دراسة عن نقد النقد .
وعن المسرح في الفيوم كتب الناقد محمد السيد عيد عن نصوص مسرحية لمنتصر ثابت ومحمد حمد وسيد معوض
أما الكتاب الثاني فقد صدر من سلسلة الأدباء عن نفس الهيئة وضم أعمال 49 أديبا فيوميا وفتحت المحافظة أهم قاعة بمبنى المحافظة ليضم حفل الافتتاح وفتحت كليتا التربية ودار العلوم أبوابهما للجلسات النقدية والمدرجات لا موضع لقدم بها من تزاحم جمهور الطلاب ولم لا؟ والذي يستقبلنا الدكتور محمد حسن عبد الله والدكتور مجدي أحمد توفيق والدكتورة زينب رضوان والدكتور صلاح رزق والدكتور ربيع عبد العزيز وفي المساء كان مسرح مجلس المدينة مضيئا بجلسات الشعر التي يلتقي فيها كبار رموز الشعر المصري مع جمهور الفيوم وشعرائها وقدمت فرقة الفيوم المسرحية عرضا مسرحيا وقدم نخبة من فناني الفيوم التشكيليين معرضا للفن التشكيلي
ولم تخل مطبوعة في مصر من أخبار وتقارير وتغطيات للمؤتمر حتى كان إجمالي ما جمعته من مادة إعلامية 73 مادة من الأهرام إلى الصحف المحلية مرورا بالمجلات المتخصصة في الأدب
أصدر المؤتمر توصية يطالب الهيئة والمحافظة على إقامة مؤتمر الفيوم بشكل ثابت في عيد الفيوم القومي وبنفس العدد من الضيوف والمطبوعات قاصرا على الفيوم وطالب المؤتمر بأن يتم إقامة مؤتمرات مثل مؤتمر الفيوم في كل أنحاء الجمهورية وتحمس السيد المحافظ فأعلن من على المنصة موافقته على تثبيت المؤتمر في عيد الفيوم القومي وأن المحافظة ستستضيف الضيوف كل عام على نفقتها ووافقت الهيئة على ذات المنصة على دعمه كل عام
وفي العام التالي والذي يليه أطلقت الهيئة مؤتمرات في الفروع والاقاليم انطلاقا من توصية مؤتمر الفيوم الادبي الأول
وكالعادة كما يحدث بعد كل نجاح وقعت المشاجرة بيني (بوصفي ديكتاتورًا وباحثًا عن مجد شخصي!) من وجهة نظر المختلفين معي وبين “سارقي جهدي لبناء مجدهم الشخصي” من وجهة نظري وتركت لهم المؤتمر بما حمل ، فراح المؤتمر منهم بلا رجعة وانتهى مؤتمر الفيوم الأدبي بعد عامين ليصبح مؤتمرا للإقليم
قد يهمك أيضا:
اشرف أبو جليل الناشط الثقافي أم المثقف الناشط