شركات صينية تنقل مصانعها إلى أمريكا هرباً من التعريفات الجمركية وتصعيد الحرب التجارية

بدأت شركات صينية عاملة في مجالات متنوعة نقل عملياتها الإنتاجية إلى الولايات المتحدة، سعياً لتجنب تبعات التصعيد التجاري والرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، بحسب ما كشفته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»
ونقلت الصحيفة عن تشو نينغ، مدير شركة استشارية معنية بتوطين الشركات الصينية في السوق الأمريكية، قوله إنه تلقى أكثر من مئة استفسار خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط، وهو رقم يعادل مجموع الطلبات التي تلقاها طوال العام الماضي، مما يعكس حجم الإقبال المتزايد على هذه الخطوة
وفي السياق نفسه، أكد ريان تشو، مالك مشروع لصناعة الهدايا في شرق الصين، أن نحو 95% من طلباته تأتي من السوق الأمريكية، معتبراً أن خسارة هذا السوق أمر لا يمكن تحمله. وكشف تشو عن خطته لإنشاء مصنع جديد في مدينة دالاس، رغم اعترافه بأن قوانين العمل في الولايات المتحدة أكثر صرامة مقارنة بالصين، مما يجبره على قصر التصنيع على المنتجات التي تتطلب الحد الأدنى من العمالة اليدوية
وأشار إلى أن خطوط الإنتاج في مصنعه الأمريكي ستتضمن مرحلة أو مرحلتين فقط، على خلاف ما هو معمول به في الصين حيث قد تمر المنتجات بثمان إلى عشر مراحل تصنيع، مؤكداً ثقته في استمرار أمريكا كسوق استهلاكي ضخم طالما ظل الدولار الأمريكي عملة مهيمنة
من جانبه، أوضح إي ينمين، مؤسس شركة «Chem1» الاستشارية في بكين، أن بناء مصانع في الولايات المتحدة بات خياراً منطقياً لا سيما لشركات تكرير النفط والبتروكيماويات، مشدداً على أن ارتفاع الرسوم حتى بنسبة 10% يؤثر بشدة على صناعة تعتمد تكاليفها بنسبة 80% إلى 90% على المواد الخام
ويأتي هذا التحول في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثاني من أبريل عن فرض رسوم جمركية على منتجات واردة من 185 دولة وإقليماً، قبل أن يعلن في التاسع من الشهر ذاته تعليق بعض هذه الرسوم لمدة تسعين يوماً لإفساح المجال أمام المفاوضات التجارية، مع الإبقاء على تعريفة عامة بنسبة 10% خلال هذه الفترة
وبحسب البيانات الحالية، بلغت الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على البضائع الصينية 145%، في حين رفعت الصين ردًا على ذلك رسومها على السلع الأمريكية إلى 125% اعتبارًا من 12 أبريل