العالم

الصين تمنح إعفاءات جمركية لواردات أمريكية في محاولة لتخفيف التصعيد التجاري مع واشنطن

بكين تتحرك لاحتواء تداعيات الحرب التجارية

اتخذت الصين خطوة لافتة في سياق الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، بإعلانها عن منح إعفاءات جمركية لعدد من الواردات الأمريكية، ودعوتها للشركات المحلية بتحديد السلع المؤهلة لهذا الإعفاء. وجاءت هذه المبادرة وسط تنامي القلق الصيني من الأثر المتصاعد للنزاع التجاري على الاقتصادين المحلي والعالمي، في وقت تشهد فيه الأسواق مؤشرات على رغبة متبادلة بين بكين وواشنطن لتخفيف حدة التوتر.

توسيع قائمة الإعفاءات يعزز آمال التهدئة

تزامن هذا التحرك مع تقارير تحدثت عن نية بكين توسيع قائمة الإعفاءات لتشمل عشرات الصناعات الحيوية، لا سيما بعد أن لوحظ تغير في نبرة الخطاب الأمريكي بشأن النزاع التجاري. وساهمت هذه الأنباء في تحفيز الأسواق الآسيوية، حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ واليابان، إلى جانب تسجيل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا أمام العملات الأخرى.

وذكرت مصادر مطلعة أن وزارة التجارة الصينية شكلت فريق عمل معنيًا بجمع مقترحات الإعفاءات من الشركات الصينية، على أن تشمل هذه المقترحات واردات أمريكية لا يتوفر لها بدائل محلية، في خطوة ترمي إلى الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية.

الإعفاءات تشمل قطاعات استراتيجية وتخفف الضغط على الاقتصاد

كشفت بعض الشركات الأجنبية العاملة في الصين، ومن بينها “سافران” الفرنسية، عن تلقيها إخطارًا رسميًا بإعفاء منتجاتها من الجمارك، مثل محركات الطائرات ومعدات الهبوط، بينما أكدت غرفة التجارة الأمريكية في الصين أن بعض الشركات الأعضاء استطاعت استيراد سلع أمريكية دون رسوم خلال الأيام الماضية.

ومن جهتها، عقدت وزارة التجارة الصينية اجتماعًا موسعًا مع أكثر من 80 شركة أجنبية وغرف تجارة لمناقشة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على بيئة الاستثمار داخل البلاد، في إشارة إلى رغبة بكين في تطمين المستثمرين الدوليين.

كما أُفيد بأن الإعفاءات المرتقبة قد تغطي واردات تقدر قيمتها بـ45 مليار دولار سنويًا، وتشمل قطاعات أساسية مثل صناعة الأدوية، أشباه الموصلات، المواد الكيميائية، واللقاحات، ما يعزز قدرة الشركات الصينية على خفض تكاليف الإنتاج واستيراد مكونات رئيسية بأسعار أقل.

في المقابل، أكدت غرفة التجارة الأوروبية في الصين أنها تقدمت بطلب رسمي بشأن الإعفاءات، وأنها بانتظار الرد من الجهات الصينية المختصة، لافتة إلى أن العديد من الشركات الأوروبية تتكبد خسائر فادحة بسبب استمرار الرسوم الجمركية المفروضة على المكونات الحيوية المستوردة من الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي تظهر فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض المؤشرات على الانفتاح نحو اتفاق محتمل مع الصين، لا تزال بكين متمسكة بموقفها المعلن، بأن إلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية بشكل كامل يبقى شرطًا أساسيًا لأي تسوية، خصوصًا في ظل استمرار فرض رسوم بنسبة تصل إلى 145% على سلع صينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى