مقالات وآراء

الغريب.. قصة بقلم: أحمد البدري

حاصرته تلك اللعنات ؛ فقيدت حلمه في بهو المعبد، لم تصغ روحه إلى تسبيحهم  وهامت في السؤال لما كل هذا الكره، ومن أي ماء عجنت به سلالتهم الماكرة؟ من أين أتوا به ؟.

تفحصت أنفه تلك الروائح التي أصابت جيوبه الأنفية بكثير من الألم، ورغم كذلك ظل يتتبع مصادر الروائح التي طبعت على أرجاء المعبد، حاولت روحه أن تفك قيدها  تاركا لهم ما يريدون، كان قلبه المتفحم  يلهث في أخر حدود السابق أقترب أن يعتلي منصة الشجاعة وحيدا، ويقذفهم  بنفاياتهم المستهلكة، لكن تلك الرائحة قيدته  وأوقفت  آخر نبضات تحمل بعضا من الحب تجاههم ، وعندما صاح أحدهم أقتلوا  هذا الغريب أو ألقوه  خارج الصفوف، نفر من هذا الصوت القبيح وظل يبحث معهم عن الغريب، لم يكن هناك ثمة غرباء في البهو، صارت الصوت المحذر أصواتا تداخل جميعا، وكأنهم في مظاهرة تنحي أو حلقة نواح.

لم يشغله صياحهم وظل يتتبع  مصدر الرائحة العفنة، أخيرا حتى عثر عليها،   ركز في حناجرهم   كانت كلها مصوبة نحوه كأنها رشاشات تثقب روحه، لم يتمالك  نفسه وهو يصد عنهم تلك السهام، صمت برهة ظنوا أنهم قد هلك، نظروا إلى بعضهم مهنئين أنفسهم بنهايته  على أيديهم، لم يمهلهم طويلا حتى شرع في أن يطوي صفحات الوعي عندهم، وضع المعبد و الأحلام والطقوس  على طرفة خفيه من روحه وارتقى

… صعدا عاليا إلى مكانه الطبيعي، حاولوا أن يتراجعوا عما فعلوه، كانت المسابقات بينهم زادت ، جاهدوا في رفع رؤوسهم  نحوه  لم يفلحوا، زاغت  أبصارهم  لم تقو على مواجهته مرة أخري وقد طمست بصائرهم  تراجعوا في غيهم القديم.

قد يهمك أيضا:

قصة جميلة.. الحمار الذي يبيض ذهبا وعروسه البحر التي تمنح الهدايا للغرقى والكلب الذي يقبض على اللصوص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى