تحركات مصرية عسكرية تقلق تل أبيب.. ومناورات مع الصين تربك المشهد الإقليمي

أثار تقرير نشره موقع «nziv» العبري حالة من القلق داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، بعدما كشف عن تحركات مصرية متسارعة تهدف إلى تحديث القدرات الجوية وتطوير الذراع العسكرية طويلة المدى، في محاولة واضحة لمعادلة التفوق الجوي الإسرائيلي الذي ظل لعقود غير مهدد.
ورغم الإشارة إلى أن القاهرة لم تتمكن بعد من بلوغ التكافؤ الكامل مع سلاح الجو الإسرائيلي، أرجع التقرير ذلك ليس إلى نقص العتاد أو الإمكانات العسكرية، بل إلى ما وصفه بـ«الضغط السياسي» الذي تمارسه تل أبيب على عدة عواصم غربية كبرى، مثل واشنطن وباريس وبرلين، لمنع بيع صواريخ جو-جو وصواريخ كروز بعيدة المدى لمصر.
ومع تصاعد هذا المنع الغربي، تحولت الأنظار المصرية نحو الشرق الأقصى، حيث تجري مفاوضات مع كوريا الجنوبية والصين للحصول على أسلحة متطورة. وبحسب ما كشفه التقرير، فإن مصر تسعى إلى اقتناء نحو 100 طائرة خفيفة من طراز FA-50 الكوري الجنوبي، قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى، لتشكل بديلاً مبدئيًا للطائرات الباهظة الثمن.
الصفقة التي قُدرت بنحو مليار دولار، تنص على أن يتم تسليم أول 30 طائرة من كوريا مباشرة، بينما تُصنع باقي الطائرات محليًا بموجب اتفاق نقل تكنولوجيا، وهو ما وصفه التقرير بأنه خطوة ذكية لتقليل الكلفة وزيادة الاستقلالية. لكن رغم ذلك، شكك المصدر العبري في إمكانية إتمام الصفقة نظرًا للضغوط الاقتصادية التي تمر بها مصر، مشيرًا في الوقت ذاته إلى احتمال وجود مصادر تمويل سرية قد تُمكن القاهرة من تنفيذ هذه الخطوة.
وفي سياق موازٍ، أعربت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قلقها المتزايد من تصاعد الوجود الصيني في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد تنفيذ أول مناورات عسكرية جوية بين مصر والصين على الأراضي المصرية ضمن تمرين مشترك حمل اسم «نسور الحضارة 2025».
ووفقًا لما أورده موقع «hidabroot» العبري، فإن الصين أرسلت طائرات مقاتلة ونقل متقدمة إلى مصر، من بينها مقاتلات J-10C وJ-10S، وطائرة إنذار مبكر من طراز KJ-500، وطائرة تزويد بالوقود YY-20A، بالإضافة إلى طائرة نقل استراتيجية من طراز Y-20، والتي وصلت بالفعل يوم 15 أبريل محملة بالمعدات والجنود.
هذه الخطوة الصينية وُصفت في إسرائيل بأنها تمثل تحديًا واضحًا للنفوذ الأمريكي التاريخي في المنطقة، وتعكس استعداد بكين لتوسيع وجودها العسكري في مناطق استراتيجية جديدة. كما اعتبر الخبراء أن هذه المناورات تعزز الخبرة الصينية خارج حدودها، في حين تمنح الجيش المصري فرصة نادرة لاختبار قدراته مع قوة عسكرية صاعدة بحجم الصين.
وزارة الدفاع الصينية أكدت من جانبها أن هذه التدريبات تمثل ركيزة جديدة في تطوير الشراكة الاستراتيجية مع القاهرة، ووصفتها بأنها تعكس الثقة المتبادلة والتعاون العميق بين الجيشين.
المناورات، التي تستمر حتى مطلع مايو، تشهد مشاركة الطيران المصري بعدد من طائرات ميغ 29 الروسية، إلى جانب رافال الفرنسية وF-16 الأمريكية، وهو ما اعتبره التقرير الإسرائيلي دلالة على تنويع مصادر التسليح المصري لتقليل الاعتماد على مورد واحد وتحصين القدرة الدفاعية في مواجهة أي توترات سياسية محتملة.