من هو مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني الذي توفي اليوم؟

ودّعت الساحة الفروسية الخليجية، اليوم، واحدًا من أبرز رموزها وأكثرهم تأثيرًا، بوفاة الشيخ مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني، المشرف العام ومدير عام إسطبلات البويبية والخالدية، والذي مثّل علامة فارقة في مسيرة الخيل العربية الأصيلة، وخلف إرثًا فريدًا من التميز والعطاء.
من هو مطلق بن مشرف القحطاني
عرف الفقيد بكونه فارسًا ومدربًا وقائدًا إداريًا بارعًا، سخر جهده ومعرفته لخدمة ميدان الفروسية، وكان له تأثير بالغ في مسيرة إسطبلات الخالدية التي تُعد اليوم من الأبرز على المستوى الإقليمي والدولي. وقد عُرف بشغفه العميق بالخيل، وإخلاصه في العمل، وحرصه الدائم على صون التراث الأصيل وتوريثه للأجيال القادمة.

من عائلة عريقة في الفروسية
ينتمي الشيخ مطلق إلى أسرة لها تاريخ طويل في ميدان الفروسية، حيث أن والده، الشيخ مشرف بن مطلق بن شنان، كان أحد أبرز الأسماء في تاريخ سباقات الخيل والهجن بالمملكة، وقد ارتبط بالخيل لأكثر من سبعين عامًا، بدءًا من عمله في مرابط الطائف، ثم مرافقته لملوك المملكة في مهمات فروسية رفيعة، وانتهاءً بتوليه إدارة الإسطبل الأحمر الخاص بالملك خالد -رحمه الله-.
وكان مشرف بن مطلق من أوائل من ساهموا في إرساء صناعة إنتاج الخيل العربية بالمملكة، منذ منتصف التسعينيات، كما لعب دورًا محوريًا في تأسيس مزرعة البويبية التي شكلت الأساس لتفوّق إسطبل الخالدية لاحقًا.

كرّس الفقيد مطلق بن مشرف حياته لخدمة الفروسية، فكان حاضرًا في كافة ميادين السباق، سواء في ساحات التدريب أو من خلال اللجان الفنية لنادي الفروسية، وعُرف بتشجيعه ودعمه الكبيرين للخيالة السعوديين الشباب، وكان من أبرز الداعمين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين لتأهيل الخيالة المتمرنين، الذي ساهم في بناء جيل جديد من الفرسان المحترفين.
ولم تكن بصمته مقتصرة على الساحة المحلية، بل امتدت إلى دول الخليج من خلال تمثيله الرسمي في المحافل الكبرى، ومشاركته الفاعلة في المهرجانات التراثية، وعلى رأسها الجنادرية، حيث أسهم في ربط الهجن بالخيل تحت مظلة واحدة، تعكس الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة.
وفاة مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني
أُعلن عن وفاة الشيخ مطلق بن مشرف، صباح اليوم، على أن تُقام الصلاة عليه عصر غدٍ الثلاثاء في جامع الملك خالد، ويُوارى الثرى في مقبرة عرقة بالرياض. وقد خيم الحزن على الوسط الفروسي، حيث نعاه عدد كبير من المحبين والفرسان والملاك، مؤكدين أن رحيله يُعد خسارة كبيرة للفروسية السعودية والخليجية، لما مثّله من رمز للوفاء والتميز والعطاء.
رحم الله الشيخ مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.