العالم

تراجع تاريخي في صادرات المعادن الحرجة من الصين وسط ضوابط صارمة وتشديد الهيمنة

سجلت صادرات الصين من ثلاثة معادن حيوية في الصناعات الدفاعية وتكنولوجيا الرقائق تراجعًا غير مسبوق، رغم ارتفاع أسعارها عالميًا، في وقت تكثف فيه بكين قبضتها على سلاسل التوريد المرتبطة بهذه الموارد الاستراتيجية.

وأظهرت بيانات جمركية صدرت الأحد أن صادرات الأنتيمون والجرمانيوم والغاليوم، وهي معادن أساسية في صناعات الطاقة النظيفة والدفاع والتقنيات الدقيقة، انخفضت إلى مستويات تاريخية، مع اختفاء شبه تام لبعض الشحنات المتجهة للأسواق الغربية.

وتعد الصين المنتج الأكبر عالميًا لهذه المعادن، وقد بدأت منذ عام 2023 إدراجها تدريجيًا ضمن قائمة المنتجات الخاضعة لضوابط التصدير، قبل أن تفرض في ديسمبر/كانون الأول حظرًا صريحًا على تصديرها للولايات المتحدة.

ويعني إدراج هذه المعادن ضمن قوائم الضوابط أن على المصدرين الحصول على تراخيص رسمية مسبقة، مما يمنح الحكومة الصينية قدرة أوسع على التحكم في تدفقات هذه الموارد، التي تعد من أعمدة قوتها الجيواقتصادية.

وبحسب البيانات الرسمية، تراجعت صادرات الأنتيمون خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 57%، بينما انخفضت صادرات الجرمانيوم بنسبة 39%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما انخفضت صادرات الغاليوم في مارس/آذار إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2023.

ولم تُسجل أي شحنات من الأنتيمون إلى الولايات المتحدة منذ سبتمبر 2023، كما انقطعت صادرات الجرمانيوم والغاليوم تمامًا منذ العام الماضي، ما يؤكد اتساع فجوة الإمدادات بين الصين والغرب.

ويأتي هذا التراجع بينما تسعى أوروبا والولايات المتحدة لإعادة بناء سلاسل إمدادها بعيدًا عن الهيمنة الصينية، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية بين بكين وواشنطن، حيث باتت المعادن النادرة والحرجة أداة ضغط إستراتيجية في صراعات النفوذ العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى