منظومة “HK-9B” الصينية تثير قلق إسرائيل: مصر تعزز دفاعاتها الجوية بأنظمة متطورة

أبدت وسائل إعلام إسرائيلية تخوفًا واضحًا من تعزيز مصر لقدراتها الدفاعية عبر الحصول على منظومة صينية متطورة للدفاع الجوي من طراز «HK-9B»، والتي وصفتها بأنها تشبه في قدراتها منظومة «S-400» الروسية، وتُعد من الأنظمة الأحدث في السوق العالمية بمجال الدفاع الصاروخي.
موقع «نزيف.نت» العسكري الإسرائيلي أشار في تقرير خاص إلى أن المنظومة الصينية قادرة على صد أي تهديد جوي محتمل، وتتضمن خصائص متقدمة من حيث المدى ودقة الاستهداف والتتبع، إذ يصل مدى الاشتباك فيها إلى أكثر من 200 كيلومتر، كما تتمتع بقدرة التعامل مع أهداف متعددة في توقيتات متزامنة، وهو ما يجعلها تمثل نقلة نوعية في منظومة الدفاع الجوي المصري.
وكشف التقرير أن كل قاذفة في المنظومة قادرة على حمل ثمانية صواريخ خفيفة من طراز أرض-جو، ما يمنح مصر قدرة اعتراض مرنة وسريعة، مشيراً إلى أن هذه الصفقة تعكس استراتيجية واضحة لدى القاهرة لتنويع مصادر التسليح وتطوير البنية الدفاعية الوطنية.
من جانبه، قال اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد في تصريحات لقناتي «العربية» و«الحدث» إن هذه المنظومة تضع مصر في مصاف الدول التي تمتلك قدرات دفاعية متقدمة، موضحاً أن «HK-9B» تُقارن بمنظومات «إس-400» الروسية و«باتريوت» الأميركية، وقد ظهرت لأول مرة بمعرض أفريقيا للفضاء والدفاع عام 2009.
وأضاف الخبير العسكري أن المنظومة الصينية مزودة برادار ثلاثي الأبعاد قادر على تتبع مئة هدف جوي في آنٍ واحد والتعامل مع خمسين منها بشكل متزامن، مشيراً إلى أنها مزودة بتكنولوجيا متقدمة تُتيح مرونة الحركة والتمركز السريع من خلال وحدات محمولة على شاحنات، مما يعزز فرص بقائها في ساحة المعركة.
وأشار جاد إلى أن الصين قامت بتصدير هذه المنظومة لعدة دول منها إيران وأوزبكستان وتركمانستان ضمن صفقات تبادل للغاز الطبيعي، لافتاً إلى أن توجه مصر للحصول على هذا النظام يعكس رؤية متكاملة لدى القيادة العسكرية تعتمد على توسيع الخيارات ورفع كفاءة الدفاعات بعيدة المدى.
في السياق نفسه، كانت تقارير إسرائيلية قد سلطت الضوء في وقت سابق على احتمال حصول مصر على مقاتلات صينية حديثة مزودة بصواريخ «جو–جو» من طراز «جي سي 10» بمدى يصل إلى 300 كيلومتر، ما يمنح القوات الجوية المصرية قدرة هجومية عالية تُمكنها من ضرب الأهداف الجوية المعادية قبل دخولها نطاق الاشتباك التقليدي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، ما انعكس على العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وإسرائيل، التي شهدت في الشهور الماضية تجاذبات وتوترات علنية، وسط تنامي الحديث عن تغيير في موازين القوى الإقليمية.