فرحان المرسومي – ويكيبيديا

فرحان المرسومي هو شيخ عشيرة المراسمة في سوريا، وواحد من أبرز الشخصيات العشائرية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في دير الزور ودمشق. عُرف بعلاقاته المتشعبة مع الميليشيات العراقية والإيرانية، وبنشاطه في مجالات تهريب السلاح والمخدرات، إضافة إلى دوره في مشاريع التغيير الديمغرافي في مناطق واسعة من سوريا خلال وبعد فترة حكم النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد.
ورغم محاولاته للظهور في واجهة المصالحات الأهلية والعشائرية، فقد ارتبط اسمه خلال السنوات الماضية بملفات أمنية واقتصادية شائكة، ما جعله محور جدل واسع على المستويين المحلي والإقليمي.
نشأته وخلفيته العشائرية
وينحدر فرحان المرسومي من قرية الباغوز الواقعة في ريف مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وهي منطقة استراتيجية تقع قرب الحدود السورية العراقية. نشأ وسط بيئة قبلية، مما أتاح له تكوين نفوذ عشائري واسع، أهّله ليصبح لاحقًا شيخًا لعشيرة المراسمة، التي تُعد من العشائر المؤثرة في المنطقة الشرقية من سوريا.

الارتباط بالميليشيات الإيرانية
ومنذ سنوات الحرب السورية، برز المرسومي كأحد أبرز الوجوه العشائرية الداعمة للنفوذ الإيراني، وذلك من خلال تنسيقه المباشر مع قادة الحرس الثوري الإيراني، وميليشيا “حزب الله” اللبناني، وفصائل “الحشد الشعبي” العراقي. وبحسب تقارير محلية، فقد عمل كوسيط لوجستي بين هذه الأطراف، وشارك في تأمين احتياجات الزوار الشيعة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.
وحظي المرسومي بدعم خاص من قيادات ميليشيات عراقية كـ”الحج أبو مهدي الإيراني”، و”الموسوي”، وكان يجري زيارات منتظمة إلى العراق، ما منحه نفوذًا واسعًا على معابر حدودية هامة كـ”القائم” الرسمي و”السكك” غير الشرعي، واللذين يُستخدمان في عمليات تهريب السلاح والتبغ والمخدرات.
نشاطه في تهريب المخدرات والسلاح
اتهمت مصادر سورية محلية ودولية فرحان المرسومي بلعب دور محوري في عمليات تهريب الحبوب المخدرة والأسلحة، بالتعاون مع عناصر الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وذلك عبر شبكة ممتدة من المهربين المرتبطين بـ”حزب الله”. كما أُشير إلى ضلوعه في تسويق كميات كبيرة من المواد المخدرة داخل الأراضي العراقية، ما جعله من الوجوه البارزة في تجارة الكبتاغون العابرة للحدود.

النفط والتمدد الاقتصادي
في يوليو/تموز 2024، تقدم المرسومي بطلب رسمي إلى “الأمن الوطني” في دمشق لاستثمار مشروع نقل النفط الخام من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى الساحل السوري، عبر تأسيس شركة خاصة وتأمين أسطول من الصهاريج والآليات المسلحة. وقد جاءت هذه الخطوة بدعم مباشر من وسطاء إيرانيين، وسعيًا منه لمنافسة مجموعة القاطرجي، التي كانت تسيطر سابقًا على خطوط النفط وتربطها علاقات قوية بروسيا.
وقد أثار طلب المرسومي استياء شديدًا في صفوف ميليشيات القاطرجي، حيث اعتُبر تهديدًا لنفوذها التقليدي، خاصة بعد أن روّج المرسومي لعلاقاته العشائرية القوية في شرق سوريا، وقدرته على تأمين الحماية للشحنات، خلافًا للقاطرجي الذي لا يحظى بشعبية محلية هناك.
نشاطه في شراء العقارات والتغيير الديمغرافي
ارتبط المرسومي أيضًا بملف شراء العقارات لصالح الجهات الإيرانية، لا سيما في دمشق ودير الزور، من خلال مكتب يُعرف بـ”الفاروق”، يُستخدم واجهة لشراء ممتلكات السوريين، لا سيما ممن هم خارج البلاد أو من المتوفين، مقابل مبالغ مالية تُعد مرتفعة نسبيًا. وتهدف هذه العمليات وفق مصادر محلية، إلى دعم خطط التغيير الديمغرافي التي تنفذها “حركة جهاد البناء” الإيرانية، لتثبيت وجود دائم لإيران في هذه المناطق.
العلاقة مع النظام والجدل السياسي
رغم ظهوره مرارًا مع شخصيات بارزة من النظام السوري، أبرزهم ماهر الأسد، وشقيق الرئيس جمال الأسد، فإن فرحان المرسومي نفى في بيان أصدره في أبريل/نيسان 2025، أي علاقة رسمية له بالنظام السابق، قائلاً إنه كان مضطرًا للتعامل معه من أجل حماية عشيرته ومصالحه التجارية. وقد جاء البيان بعد حملة انتقادات طالت وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح، إثر ظهوره إلى جانب المرسومي في لقاء عام، ما استدعى اعتذارًا رسميًا من الوزير.
التمدد السياسي وتفضيل الظل
ورغم تمتعه بشعبية ونفوذ سياسي وعشائري، اختار المرسومي عدم الترشح لانتخابات “مجلس الشعب”، مفضلًا دعم شقيقه الأكبر خليفة حمد المرسومي، الذي فاز بمقعد نيابي وسط اتهامات بالتزوير وشراء الأصوات. ويُعد خليفة الذراع الأيمن لفرحان في مجال شراء العقارات لصالح الجهات الإيرانية، ويعمل من خلال شبكة من السماسرة الناشطين في دمشق ودير الزور.
موقفه من الإعلام والظهور العام
يتجنب فرحان المرسومي الظهور الإعلامي المباشر، ويُفضل إدارة نشاطه من خلف الكواليس. ولا يمتلك حسابات موثقة على منصات التواصل الاجتماعي، لكنه يملك “ديوانية” في العاصمة دمشق تُعد مركزًا لاستقبال زوار وقيادات من الحرس الثوري وميليشيات عراقية.
ويمثل فرحان المرسومي حالة نموذجية عن النفوذ العشائري المرتبط بالمصالح الإيرانية في سوريا، حيث يجمع بين الزعامة التقليدية والعمل اللوجستي والاقتصادي، ويُعد أحد الأسماء البارزة في سياق الصراع على موارد الطاقة، والتأثير السياسي، والانتشار الجغرافي بين المحورين الإيراني والروسي داخل الأراضي السورية.