الإفتاء تحسم أولوية العمرة وواجب الزوجة تجاه أهل الزوج: برّ الأم أولى ولا إلزام شرعي ببرّ أهل الزوج

أوضح الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن برّ الأم مقدم شرعًا على وعود الزوج لزوجته، مشيرًا إلى أن من حق الزوج أن يُقدّم والدته لأداء العمرة إذا لم تكن قد أدّتها من قبل، حتى وإن كان قد وعد زوجته بمرافقتها، معتبرًا أن اصطحاب الأم في هذه الحالة يُعدّ من البر بها، وهو من أعظم الأعمال أجرًا عند الله.
وخلال لقائه مع الإعلامية زينب سعد الدين، في برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، شدد عبد العظيم على أن الزوجة الصالحة التي تُعين زوجها على بر والدته تؤجر على ذلك، مؤكدًا أن هذا من علامات الإيمان الراسخ، وأن وعد الله بالجزاء والعوض لا يتخلّف، فقد يُكتب لها الله أداء العمرة أو حتى الحج في وقت لاحق وبشكل أفضل مما كانت تتوقع.
ودعا أمين الفتوى الزوجة إلى عدم الاعتراض أو الوقوف في وجه هذا البر، موضحًا أن مقارنة الزوجة نفسها بأم الزوج أو شعورها بالغيرة في هذا السياق «لا يليق بالمؤمنة الصالحة»، بل عليها أن تفرح بأن زوجها من البارّين، وأن تساعده على الاستمرار في ذلك، ما يفتح أبواب الخير له ولها معًا.
أما عن مدى إلزام الزوجة ببرّ أهل الزوج، فأكد الدكتور عبد العظيم أن الشرع لا يُلزم الزوجة بذلك، لكنه يُلزمها بعدم القطيعة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»، موضحًا أن أقل ما يجب عليها هو التواصل الإنساني في المناسبات، والمعاملة بالحسنى، دون أن تُحمّل نفسها فوق طاقتها، مع اعتبار البر من أبواب الفضل، وليس من موجبات الواجب.
وأشار إلى أن الزوجة التي تصبر على الأذى البسيط من أهل زوجها تؤجر يوم القيامة، مؤكدًا أن هذا يُعدّ من حسن العشرة، وأن المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي يعتزلهم ولا يصبر، كما جاء في الحديث الشريف، داعيًا الزوجة إلى احتساب هذا الصبر لوجه الله تعالى.