تقارير

سبب وفاة زكريا بوقرة Zakaria Bouguira الطبيب التونسي.. من هو؟

في صباح يوم الخميس، استيقظت الأوساط الطبية والشعبية في تونس على نبأ حزين وصادم، تمثل في وفاة الطبيب الشاب زكريا بوقرة، أحد أبرز الأسماء الطبية التي لمع نجمها خلال السنوات الأخيرة. وأكّد والده، الدكتور الهاشمي بوقرة، في تصريح لإذاعة «جوهرة أف أم»، أن الوفاة وقعت داخل منزل الأسرة الكائن بمنطقة المرسى، مشيرًا إلى أن المعاينة الأولية لم تُظهر أي علامات عنف، ما يرجّح أن الوفاة حدثت بشكل طبيعي.

وفور وقوع الحادث، تحرّكت الأجهزة الأمنية إلى موقع الوفاة، حيث باشرت الإجراءات القانونية المعتادة في مثل هذه الحالات. وقد تم فتح تحقيق رسمي من قبل وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس، بينما تنقّل قاضي التحقيق رفقة فريق متخصص لإجراء المعاينات اللازمة في موقع الحادث. وفي السياق ذاته، تم نقل جثمان الراحل إلى معهد الطب الشرعي، لإخضاعه للتشريح بهدف الكشف عن السبب الدقيق لوفاته.

زكريا بوقرة، طبيب مختص في التخدير والإنعاش، وُلد وترعرع في تونس، وكان نموذجًا للطبيب الشاب الطموح. حصل على شهادة البكالوريا من Lycée Français Gustave Flaubert بمنطقة المرسى، قبل أن يتابع دراسته الجامعية في كلية الطب بتونس، حيث تخرّج سنة 2014. وفي مطلع عام 2015، التحق بوزارة الصحة التونسية ليبدأ مسيرته المهنية في القطاع الصحي العمومي.

وتميّز بوقرة بثقافة متعددة اللغات، إذ كان يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية، مما منحه قدرة مميزة على التواصل والعمل في بيئات طبية متنوعة، وساهم في تعزيز كفاءته داخل غرف الإنعاش والطوارئ.

وظهر اسم زكريا بوقرة بشكل لافت خلال تفشي جائحة كورونا، حيث كان من بين الأطباء الذين تصدّروا المشهد الإعلامي، داعيًا إلى تشديد الإجراءات الصحية لحماية المواطنين من خطر الفيروس. لم يكتفِ بدوره داخل المستشفيات، بل حرص على التوعية من خلال ظهوره المتكرر عبر وسائل الإعلام، حيث قدّم تفسيرات دقيقة لتطورات الجائحة وأساليب الوقاية، مما جعله محل تقدير واحترام شريحة واسعة من التونسيين.

وفاته المفاجئة خلّفت حالة من الحزن العميق في الأوساط الطبية والمجتمعية، إذ نعاه العديد من زملائه وأصدقائه، مشيدين بأخلاقه الرفيعة، وإنسانيته، ومواقفه النبيلة، خاصة خلال ذروة تفشي فيروس كورونا. اجتمعت كلمات النعي على وصفه بالطبيب الإنسان، الذي قدّم الكثير في وقت كانت البلاد بحاجة إلى كل صوت مسؤول.

ولا تزال نتائج التشريح الرسمي قيد الانتظار لتحديد السبب الدقيق للوفاة، في وقت يواصل فيه القضاء التونسي تحقيقاته لكشف ملابسات الحادث بشكل دقيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى