تصاعدت خلال الأيام الأخيرة عمليات البحث عن شخصية “الجرباء”، زوجة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله، أحد أبرز رموز الإسلام في صدره الأول وأحد العشرة المبشرين بالجنة، خاصة بعد تداول قصص كثيرة عنها بين المؤرخين والرواة، سواء من حيث نسبها أو علاقتها بطلحة أو حتى بسبب لقبها المثير للفضول.
فمن تكون “الجرباء”؟ وما قصتها مع الصحابي الذي دافع عن النبي ﷺ حتى شلت يده في غزوة أُحد؟
طلحة بن عبيد الله.. فارس من فرسان الإسلام
قبل الغوص في سيرة زوجته، لا بد من التذكير بمكانة طلحة بن عبيد الله، الذي يُعد من أوائل من أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وكان من أشد المدافعين عن النبي محمد ﷺ في المعارك، حتى لُقّب بـ”طلحة الخير” و”طلحة الفياض” و”طلحة الجود”.
شارك في غزوة أُحد ببسالة لا تُنسى، حتى شُلت يده وهو يحمي رسول الله بجسده. وقد استُشهد في معركة الجمل سنة 36 هـ، وهو من العشرة الذين بشّرهم الرسول بالجنة في حياته.
من هي زوجة طلحة بن عبيد الله الجرباء
الجرباء هي أم الحارث بنت قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك، وتنتمي إلى قبيلة طيء العريقة، تزوجها طلحة بن عبيد الله وأنجب منها ابنة تُدعى “أم إسحاق”، التي سيكون لها شأن كبير لاحقًا في بيت النبوة. أما الاسم الغريب الذي عُرفت به، “الجرباء”، فله قصة مختلفة تمامًا عما قد يخطر على البال.
فرغم ما يحمله الاسم من إيحاء سلبي، فإن لقبه لم يُطلق عليها لعيب أو مرض، بل على العكس، فقد أطلق عليها هذا اللقب لجمالها الطاغي الذي كان يلفت الأنظار، لدرجة أن النساء كنّ يتجنبن الوقوف بجانبها كي لا يُقارن جمالهن بجمالها.
فشُبّهت بالناقة الجرباء التي تتوقاها الإبل لا لضررها، بل لأنها مميزة. وكان هذا اللقب بمثابة وصف اجتماعي لجاذبيتها اللافتة وتميّزها في بيئتها.
أم إسحاق بنت طلحة.. من بيت الصحابة إلى بيت النبوة
أنجبت الجرباء من طلحة بنتًا تُدعى أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، والتي تُعد من النساء البارزات في التاريخ الإسلامي. فقد تزوجت أولًا من الحسن بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله ﷺ، وبعد وفاته، تزوجها شقيقه الحسين بن علي، وأنجبت له فاطمة بنت الحسين.
وبذلك، دخلت أم إسحاق في عمق بيت النبوة، وتواصل دم طلحة مع دم السبطين، مما يعكس المكانة الرفيعة التي حظيت بها أسرتها من الناحية الاجتماعية والدينية.
اقرأ أيضاً: كنود بنت قرظة زوجة معاوية بن أبي سفيان ويكيبيديا
