شهدت السنوات الأخيرة بروز اسم رجل الأعمال السوري “مهند المصري” بشكل لافت في الأوساط الاقتصادية والإعلامية، لا سيما بعد خروجه من السجن في دولة الإمارات وعودته المفاجئة إلى دمشق.
قصة هذا الشاب السوري، المولود عام 1984، تعكس التداخل المعقد بين المال والسياسة في الشرق الأوسط، وتُسلط الضوء على مصير رجال الأعمال السوريين في ظل الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد.
من هو مهند المصري دامسكو
ينحدر مهند المصري من شمال سوريا، حيث تلقى تعليمه في مجال الإدارة المالية، وتمكن من الحصول على دبلوم متخصص في هذا المجال.
وفي عام 2004، أسس المصري شركة “دامسكو” في دمشق، والتي بدأت كشركة صغيرة في مجال المقاولات والتوريدات، إلا أنها سرعان ما تطورت لتصبح واحدة من الكيانات الفاعلة في العمل الخدمي والإنساني، خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
شهدت السنوات التي تلت التأسيس توسعًا كبيرًا لأنشطة الشركة، فبحلول عام 2008 كانت قد بدأت في تنفيذ مشاريع بالعراق، وبعدها توسعت إلى دولة الإمارات، ثم إلى تركيا في عام 2017.
في تركيا تحديدًا، كان للمصري دور محوري في دعم اللاجئين السوريين، حيث أشرفت شركته على تنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية عديدة داخل المخيمات وفي المناطق المحررة، الأمر الذي أكسبه شهرة واسعة بين أوساط السوريين في الخارج.
قصة مهند المصري وتفاصيل اعتقاله
لكن هذه المسيرة لم تخلُ من الصدمات. ففي عام 2019، أوقفت السلطات الإماراتية مهند المصري بناءً على مذكرة أمنية صادرة عن النظام السوري، تتهمه بـ”تمويل مجموعات إرهابية” والمشاركة في دعم أنشطة معارضة.
وعلى الرغم من أن المصري لم يكن مدانًا بأي حكم قضائي، فقد بقي معتقلًا في الإمارات لمدة ست سنوات كاملة دون توجيه تهم رسمية أو محاكمة واضحة، وسط تكتم شديد حول ملابسات احتجازه.
وقد أثار هذا الاعتقال تساؤلات واسعة حول خلفيات القضية، حيث شكك كثيرون في أن دوافع توقيفه كانت سياسية أكثر منها جنائية، خاصة وأن الرجل ارتبط خلال سنوات الثورة السورية بمشاريع إنسانية في مناطق كانت تعتبر “معادية” للنظام السوري.
الإفراج والعودة المفاجئة إلى دمشق
في إبريل 2025، فُوجئ المتابعون بخبر الإفراج عن المصري، وعودته إلى سوريا برفقة الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي استقبله بشكل علني خلال رحلة عودتهما من الإمارات.
هذا المشهد أثار الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا أن مهند المصري كان سابقًا من الشخصيات التي تنشط خارج مناطق سيطرة النظام، وكان صريحًا في دعمه للاجئين السوريين، في حين ظل يبتعد عن أي علاقات مباشرة مع السلطة الرسمية في دمشق.
عودة المصري إلى سوريا، رغم صدور مذكرة سابقة من النظام نفسه ضده، طرحت أسئلة حول طبيعة الصفقة أو التفاهم الذي أتاح له هذه العودة الآمنة، بل والاحتفالية.
طالع أيضاً: من هو محمد علي الفايز وزير الخدمة المدنية – ويكيبيديا
