محاكمة تاجر البندقية مسرحية تستحق المشاهدة .. الفرقة القومية المسرحية الشرقية ، على مسرح ثقافة الزقازيق

الاختيار الأصعب لنص مسرحي يجب أن يناسب تماماً قدرات خاصة تقدر أن تخلق منه العرض الذي يليق بشخصية المخرج وتألقه مع فريق العمل ، لإحداث ما يسمي بالحبكة المسرحية ، بداية من التنظيم الذي يشمل جميع أجزاء العمل المسرحي ، ليصبح في وحدة متماسكة ، لا ينفرط عقدها .

هذا ما أوجده المخرج المسرحي وفيق محمود وكل من اشترك معه في تنفيذ العرض المسرحي محاكمة تاجر البندقية ، ومن الشخصيات التي أجادت الحوار  وكذا الأحداث المتتابعة والنص والمناظر والتشكيلات على خشبة المسرح ، والتي قدمتها الفرقة القومية المسرحية على مسرح قصر ثقافة الزقازيق.

والمسرحية هي واحدة من أعمال الكاتب الانجليزي ويليام شكسبير وأشهرها ، وتحكي المسرحية عن شخصية  شاب من إيطاليا ، ينتظر بفارغ الصبر ، المراكب العائدة بالبضائع الذي تكسبه المال الوفير ، هذا المال الذي سينقذ أعز أصدقائه من ضائقة الحال التي أصابت هذا الصديق الذي يرغب في الزواج من الفتاة الجميلة الثرية التي يحبها ، ويتعرض انطونيو التاجر لتوقيع صك لمرابي يهودي ، كان إنطونيو يحتقره ويبصق عليه، ولكن هي الحاجة التي دفعته إلى التوقيع لاقتراض المال من اليهودي لإنقاذ صديقه ، أملا في وصول المراكب بالبضائع وتسديد القرض لليهودي.

ولكن أشيع أن المراكب فقدت في البحر بما فيها ، وكانت فرصة اليهودي تنفيذ شرط الصق الوثيقة وهو قطع رطل من لحم انطونيو التاجر ، ولا يقبل اليهودي غير قطع رطل اللحم من المكان الذي يختاره من لحم انطونيو ،ويرجع هذا العناد لرغبة اليهودي في الانتقام ، وهذا العداء المسيطر على الواقع بين المسيحيين واليهود ، لما يفعله اليهود من عشق المال ، والعزلة عن الناس ، والعمل في الربا ، وحب الانتقام.

وبرغم إحضار المال ومضاعفته لا يقبل اليهودي إلا أن يقتطع رطل اللحم من انطونيو التاجر .. هو أراد له الموت ولكن المحامي وجد ثغرة في الصق الوثيقة أخرجت انطونيو من قبضة اليهودي ، وفرحة كل من يعرف انطونيو من أهل البندقية والسلطة الحاكمة التي كانت تعرف كراهية اليهودي للجميع.

وقد أشرنا سابقاً عن الحبكة التي صنعها  وفيق محمود وكل مساعديه، تلك الحبكة التي تقابل حبكة شكسبير للنص من تتابع الأحداث وتسلسلها وانسجامها وتناغمها مع بعضها البعض ، وهذا ما أحدث إثارة وجدان المتفرج ، وجعله يتابع عن كثب جميع أحداث المسرحية.

لذا أطلقت من زمان على وفيق محمود بالعبقري ، وأضيف على العبقري كلمة الهادئ. ليكون العبقري الهادئ .

لقد أحسن كل الفنانين الممثلين لشخصيات المسرحية بما قدموه من الحركة والحوار وملأ فراغ المسرح والأداء الرائع ، والتشكيلات الاستعراضية ، والسينوغرافيا ، وكلمات الأغاني التي قدمها الشاعر علي أبو المجد والألحان وتوزيع الموسيقى.

المسرحية بكامل محتوياته على المسرح رائعة.

دراماتوج محمد صابر

ديكور محمد غانم

إضاءة عمر وفيق

أشعار علي أبو المجد

ألحان وغناء عمر معجزة

تعبير حركي عبد الرحمن وفائي

استايلست حسام عبد الحميد

ترجمة حسين أحمد أمين

—

الكاتب الصحفي

نبيل مصيلحي

١٦ من أبريل ٢٠٢٥ م