أخبار متنوعة

أبل تخسر عرشها: مايكروسوفت تتصدر قائمة أغلى شركات العالم وسط اضطرابات اقتصادية عالمية

في تحول لافت على الساحة الاقتصادية العالمية، تراجعت شركة «أبل» الأمريكية من صدارة الشركات الأعلى قيمة سوقية في العالم، لتحل محلها منافستها التقليدية «مايكروسوفت»، وذلك بعد هبوط حاد في أسهم عملاق التكنولوجيا الذي يعاني من ضغوط متصاعدة بفعل تقلبات الأسواق العالمية.

تراجع قياسي في قيمة أبل السوقية

مع نهاية تعاملات الثلاثاء، هبطت أسهم أبل بنسبة 5% دفعة واحدة، ما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية إلى 2.59 تريليون دولار، بعد أن كانت 2.73 تريليون دولار في اليوم السابق. في المقابل، حافظت مايكروسوفت على قدر من الاستقرار، رغم تراجع محدود بنسبة 0.9%، لتنخفض قيمتها السوقية إلى 2.64 تريليون دولار، وتنتزع بذلك المركز الأول من أبل.

وتأتي هذه الخسارة لتضيف إلى سلسلة التراجعات الأخيرة التي طالت أسهم أبل، حيث فقدت نحو 22% من قيمتها منذ بداية الشهر، ما كبد الشركة خسارة سوقية تقارب 750 مليار دولار منذ نهاية مارس، حين كانت قيمتها تبلغ 3.34 تريليون دولار.

الأسواق تتقلب بفعل توترات تجارية متصاعدة

الهبوط الحاد في أسواق الأسهم العالمية جاء نتيجة قرارات سياسية وتجارية متسارعة، أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من دول أجنبية، تبعها رد فعل صيني بإجراءات تجارية مضادة، قبل أن يعلن ترامب عن رسوم إضافية بنسبة 104% على السلع الصينية، تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأربعاء.

هذه الخطوات أججت مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي وأثرت بشكل مباشر على ثقة الأسواق، ما دفع المستثمرين نحو عمليات بيع واسعة في البورصات العالمية، لتطال بذلك حتى أكبر شركات التكنولوجيا مثل أبل.

ترقب لتغيرات محتملة في السياسات النقدية

توقعات الخبراء بدأت تميل إلى احتمالية خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة في محاولة لاحتواء التذبذبات، إذ أشارت بيانات مجموعة «CME Group» إلى أن نحو 52% من المحللين باتوا يرجحون خفض الفائدة في اجتماع مايو المقبل إلى مستوى يتراوح بين 4 و4.25%، بدلًا من 4.25 إلى 4.5% حاليًا.

ويعد هذا تحولًا واضحًا في توجهات السوق، إذ أن الغالبية في اليوم السابق كانت تتوقع تثبيت أسعار الفائدة، ما يعكس عمق القلق في الأوساط المالية من تداعيات الحرب التجارية الراهنة.

أبل في اختبار حقيقي وسط المنافسة والعوامل العالمية

خسارة أبل لمكانتها كأعلى الشركات قيمة سوقية لا تعكس فقط ضعفًا مؤقتًا في السهم، بل تشير إلى تأثيرات أوسع للنزاعات التجارية والتقلبات العالمية على شركات التكنولوجيا الكبرى، التي أصبحت أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات الاقتصادية والسياسية الدولية.

ومع استمرار الضغط على الأسواق المالية، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة أبل على استعادة موقعها، في وقت تسعى فيه مايكروسوفت إلى تعزيز تقدمها، وسط بيئة اقتصادية تبدو أكثر تقلبًا من أي وقت مضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى