تقارير

فرح الديباني.. أيقونة الأوبرا المصرية التي سحرت العالم بصوتها ورفعت علم مصر في قلب باريس

تصدّر اسم السوبرانو المصرية العالمية فرح الديباني محركات البحث، بعد ظهورها اللافت ضمن الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الحالية إلى مصر، في خطوة وصفها المتابعون بأنها تأكيد جديد على الدور المتزايد للفن والثقافة في تعزيز الدبلوماسية بين الشعوب، واعتراف دولي متجدد بمكانة مصر الثقافية عبر واحدة من أنجح سفيراتها في الخارج.

من الإسكندرية إلى كبرى المسارح العالمية

ولدت فرح الديباني في 12 فبراير 1989 بمدينة الإسكندرية لأسرة شغوفة بالموسيقى الكلاسيكية، فبدأت دراستها الفنية بعزف البيانو وتعلم الباليه في معهد الكونسرفتوار، كما درست في مدرسة سان شارل الألمانية، قبل أن تبدأ رحلتها الاحترافية في ألمانيا، حيث التحقت بأكاديمية هانز إيسلر للموسيقى في برلين ثم حصلت على ماجستير في الفنون من جامعة برلين للفنون، بالتوازي مع دراستها للهندسة في جامعة برلين للتكنولوجيا.

شاهد أيضاً..

قمة القاهرة الثلاثية: السيسي وعبد الله الثاني وماكرون يدعون لوقف الحرب في غزة واستئناف المسار السياسي

فرح الديباني لم تكتفِ بالتحصيل الأكاديمي الرفيع، بل قدمت أداءً لافتاً منذ بدايتها على مسارح دار الأوبرا المصرية، حيث أبدعت في أداء دور «كورنيليا» في أوبرا «جوليو سيزار» للموسيقار هاندل، كما شاركت في أعمال أوبرالية عالمية منها «La finta giardiniera» لموتسارت و«Dido and Aeneas» لبيورسيل، لكنها صنعت التاريخ فعليًا حين انضمت في 2016 إلى أكاديمية أوبرا باريس، لتصبح أول مغنية مصرية تحقق هذا الإنجاز.

وجه مصري في قلب الدبلوماسية الثقافية الفرنسية

عُرفت الديباني بعلاقتها القوية مع فرنسا، فهي أحد أبرز الوجوه الثقافية التي تمثل الجسر بين الشرق والغرب. وخلال الزيارة الرسمية للرئيس ماكرون إلى مصر، جاءت مشاركتها الرمزية في الوفد الفرنسي تأكيدًا على دورها الاستثنائي كسفيرة ثقافية تجمع بين الحضارتين.

وعبّرت فرح عن فخرها بهذه اللحظة، عبر حساباتها على فيسبوك وإنستغرام، حيث نشرت صورها مع ماكرون وعلّقت: «ممتنة بعمق لتمكني من المساهمة في تعزيز الروابط بين البلدين، اللذين يتحدان كحليفين إستراتيجيين».

وليس هذا اللقاء الأول الذي يجمعها بالرئيس الفرنسي، إذ سبق أن أدت النشيد الوطني الفرنسي إلى جانب ماكرون وزوجته في احتفالية فوزه بولاية رئاسية جديدة، كما اختارتها الرئاسة الفرنسية لأداء النشيد في نهائي كأس العالم 2022 بين فرنسا والأرجنتين في قطر، وهناك استقبلها ماكرون أمام الكاميرات بتقبيل يدها، في لحظة أثارت ضجة واسعة وأكدت التقدير الكبير الذي تحظى به داخل الأوساط الفرنسية.

تكريمات وجوائز.. وحضور مصري أصيل

إلى جانب موهبتها اللافتة، حصلت فرح الديباني على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس من السفارة الفرنسية في القاهرة، تقديرًا لإسهاماتها في نشر الفن الكلاسيكي وتعزيز التواصل الثقافي الدولي. كما سبق أن كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم 2021، وشاركت أيضًا في احتفالية نقل المومياوات الملكية التي شهدها العالم من قلب القاهرة.

حصدت الديباني جوائز مرموقة، من بينها الجائزة الثالثة في مسابقة جوليو بيروتي الدولية للغناء عام 2013، ولقب أفضل موهبة أوبرالية شابة من مجلة «أوبرنفلت»، وجائزة مهرجان كامروبر شلوس رانسبرج 2017، إلى جانب جائزة مؤسسة فاجنر في عام 2018.

فرح الديباني.. فنانة بصوت وطن

لم تعد فرح الديباني مجرد سوبرانو مصرية عالمية، بل أصبحت رمزًا ثقافيًا يجسد انفتاح مصر على العالم، وقدرتها على تصدير النخبة الفنية التي تفتن العواصم وتؤثر في دوائر صنع القرار. بين صوتها الذي يملأ القاعات التاريخية، وحضورها السياسي والدبلوماسي، تؤكد الديباني أن الفن قادر على كسر الحواجز وتوحيد الثقافات. إنها ليست فقط فنانة من مصر، بل هي مصر التي تغني على المسارح العالمية، وتُصغي لها القلوب قبل الآذان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى