قصة المهندس بشير خالد لطيف… من شاب طموح إلى ضحية غموض وتعذيب يهزّ العراق

لم يكن الشاب العراقي بشير خالد لطيف يعلم أن أيامه القليلة الماضية ستُسطَّر في وجدان العراقيين كواحدة من أكثر القصص ألمًا وإثارة للغضب الشعبي، بعد أن تحوّل من مهندس شاب إلى عنوان للظلم الذي هزّ الشارع العراقي، وأشعل منصات التواصل، وحرّك ضمائر الرأي العام.
قصة المهندس بشير خالد لطيف
بدأت فصول القصة قبل نحو عشرة أيام، عندما وقعت مشاجرة بين بشير خالد، المهندس العراقي الشاب، واللواء عباس علي التميمي، مدير الرواتب والأمور المالية في قوات الشرطة الاتحادية.
وبحسب ما أفادت وزارة الداخلية، فقد تسلّل بشير إلى شقة اللواء في مجمع سكني بمنطقة العامرية في بغداد، حيث نشب خلاف حاد بين الطرفين انتهى بإلقاء القبض على المهندس الشاب.
وبعدها، جرى تحويله إلى شرطة “حطين”، ثم إلى أحد السجون المركزية التابعة لوزارة الداخلية، وهناك بدأت الكارثة تتكشف شيئًا فشيئًا.
الاعتداء والغياب في الظل
داخل السجن، تعرض بشير خالد لضرب مبرّح من قبل عدد من السجناء، وسط غياب تام للرقابة أو الحماية، الأمر الذي أدى إلى دخوله في غيبوبة استمرت سبعة أيام، بحسب بيان صادر عن أسرته. وأفادت التقارير الطبية أن سبب الوفاة كان فشلًا كلويًا حادًا ناتجًا عن التعذيب الذي تعرّض له.
وكانت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي قد زارت بشير أثناء رقوده في العناية المركزة بمستشفى الكرخ، حيث أبدت النائبة نيسان الزاير قلقًا بالغًا من التواطؤ بين الضباط داخل السجن، مطالبة بفتح تحقيق شفاف وعلني، ومحاسبة المسؤولين على ما وصفته بانتهاك فجّ لحقوق الإنسان.
فيديو مسرّب يزيد الغضب
ما زاد الطين بلّة، هو الفيديو الذي تم تداوله لاحقًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه بشير داخل زنزانته بينما يتعرض للاعتداء من قبل شخص بلباس مدني، ما أثار تساؤلات عميقة عن حجم التجاوزات داخل المؤسسات الأمنية، والظروف التي يعيشها الموقوفون داخل السجون العراقية.
ردود فعل رسمية وشعبية غاضبة
وزارة الداخلية العراقية سارعت إلى إصدار بيان توضيحي في 5 أبريل، أكدت فيه وقوع المشاجرة، وذكرت أن ستة من الموقوفين اعترفوا بتعدّيهم على بشير، مشيرة إلى تشكيل مجالس تحقيقية بحق المعتدين ومدير الرواتب اللواء عباس التميمي، إضافة إلى تحميل حرّاس السجن مسؤولية الإخفاق في السيطرة على الوضع داخل الموقف.
لكن بيان الداخلية لم يُهدئ منسوب الغضب الشعبي، بل زاد من المطالبات بفتح ملف شفاف يُسلّط الضوء على كافة الانتهاكات داخل السجون، وسط دعوات لاستضافة وزير الداخلية وقائد شرطة بغداد داخل البرلمان لمساءلتهما بشكل مباشر.
الوداع الأخير… والشارع ينتفض
في صباح الاثنين 7 أبريل 2025، أعلن عن وفاة بشير خالد رسميًا. وشيّع جثمانه وسط حشود كبيرة من الأهالي والمحبين في أحد أحياء العاصمة بغداد، في جنازة اتّسمت بالحزن والغضب.
ونعته نقابة المهندسين العراقيين رسميًا، بينما طالبت أسرته في بيان مؤلم بـ«انتفاضة من أجل القصاص»، معتبرة ما حدث “جريمة مكتملة الأركان”.
من هو بشير خالد لطيف؟
- مهندس شاب عراقي
- تعرض لاعتقال بعد مشاجرة مع ضابط رفيع
- أودع أحد سجون الداخلية
- دخل في غيبوبة استمرت أسبوعًا
- توفي نتيجة تعذيب أدى إلى فشل كلوي
- تاريخ الوفاة: 7 أبريل 2025
- الموقع: مستشفى في بغداد.