أخبار متنوعة

صالح الخليوي وش يرجع – ويكيبيديا

صالح الخليوي وش يرجع – ويكيبيديا؛ في وداع مؤثر، خيّم الحزن على الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية بعد الإعلان عن وفاة رجل الأعمال البارز الشيخ صالح بن ناصر الخليوي، مؤسس «مجموعة بودل للفنادق والمنتجعات»، الذي ترجل عن الحياة بعد مسيرة تجاوزت السبعين عاماً من العطاء المتواصل والنجاحات المتراكمة، تاركاً وراءه إرثاً اقتصادياً وإنسانياً يصعب نسيانه.

صالح الخليوي ويكيبيديا

الراحل كان شخصية مؤثرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا فقط في عالم المال والأعمال، بل في صياغة ملامح قطاع الضيافة والفنادق في المملكة، حيث كانت رؤيته المبكرة، وجرأته التجارية، سبباً في انطلاق مجموعة وطنية أصبحت اليوم واحدة من أعمدة صناعة السياحة والضيافة في الخليج والمنطقة العربية.

من الرس إلى الريادة.. رحلة بدأت بحلم صغير

وُلد الشيخ صالح الخليوي في مدينة الرس بمنطقة القصيم، لأسرة تنتمي إلى قبيلة شمر العريقة، وتحديدًا من الغفيلة من سنجارة، والتي تُعرف بتاريخها العريق وجذورها الممتدة في الجزيرة العربية.

وفي خمسينات القرن الماضي، شدّ الراحل رحاله إلى حفر الباطن شمال شرقي المملكة، حاملاً معه حلماً متواضعًا وحسًا تجاريًا فطريًا. وهناك، افتتح أول محلاته لبيع المواد الغذائية وبعض الكماليات، مستوردًا من دول الجوار، مثل سوريا، في وقت لم تكن فيه الأسواق السعودية قد شهدت الطفرة الاقتصادية بعد.

لكن طموح الخليوي كان أكبر من تجارة محدودة. فقد توسع إلى استيراد الأجهزة الكهربائية، ثم أنشأ في عام 1959 «مؤسسة صالح بن ناصر الخليوي وأولاده التجارية» التي شكلت اللبنة الأولى في صرح المجموعة التي سيُعرف بها لعقود لاحقة: «مجموعة بودل للفنادق».

بودل.. من فندق صغير إلى علامة مضيئة في سماء الضيافة

في عام 1984، ومع تزايد الحركة التجارية والسياحية في حفر الباطن، افتتح أول فندق يحمل اسمه: «فندق الخليوي»، واضعاً بذلك حجر الأساس لما سيُصبح لاحقاً سلسلة فندقية راقية تمتد في مختلف أنحاء المملكة.

ومع مرور السنوات، نمت «بودل» لتشمل أكثر من 40 فندقاً ومنتجعاً، وما يزيد عن 3900 غرفة فندقية في السعودية والكويت، حتى عام 2019. ولم تتوقف حدود الطموح عند الفنادق، بل أطلق الخليوي وكالة للسفر ومدينة ترفيهية عائلية باسم «بودل لاند»، وافتتح مقراً رئيسياً للمجموعة في حي العليا بالرياض عام 2006.

وفي عام 2022، توحدت جميع العلامات التجارية تحت اسم واحد «مجموعة بودل للفنادق والمنتجعات»، في خطوة استراتيجية عززت مكانة المجموعة في السوق السياحي الخليجي.

عائلة وورثة للنجاح

لم تكن رحلة الشيخ صالح منفردة، بل كان أبناؤه هم امتداد رؤيته وروحه العملية، حيث شاركوه في قيادة المجموعة نحو مزيد من التوسع والتميز. أبناؤه محمد وسيف ومزيد وخالد وناصر وعبد العزيز، باتوا شركاء في هذا البناء الكبير، يحملون مشعل والدهم ويواصلون ما بدأه من إصرار على تحويل الحلم إلى مؤسسة ريادية وطنية.

وفاة وبصمة لا تُنسى

فجر هذا اليوم، توقف قلب الخليوي عن النبض، لكن أثره لن يتوقف. ووري جثمانه الثرى بعد الصلاة عليه في جامع عبدالله المهيني بمدينة الرياض، وسط دعوات ومحبة كل من عرفوه أو سمعوا بقصة كفاحه.

وقد نعاه عدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال والشخصيات العامة، مقدمين العزاء لأسرته، وعلى رأسهم أبناؤه الستة، وأخوه الشيخ سليمان بن ناصر الخليوي، وسط إشادة بمسيرته التي لم تكن مجرد قصة رجل أعمال، بل حكاية رجل عصامي صاغ مستقبله بحبات من التعب، وخطّه بماء الذهب.

الخليوي وش يرجعون؟

وتنتمي عائلة الخليوي إلى قبيلة شمر، إحدى أكبر القبائل في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً من الغفيلة من سنجارة.

الخليوي وش يرجعون
الخليوي وش يرجعون

وتتمركز جذور الأسرة في منطقة الرس بالقصيم، قبل أن تتوسع وتنتشر في مختلف مناطق المملكة، خصوصاً في المنطقة الشرقية والرياض، ويُعرف عن العائلة التزامها الديني، وأصالتها القبلية، ونجاحها في ميادين التجارة والاقتصاد.

وبرحيل الشيخ صالح الخليوي، يُسدل الستار على فصل من فصول الريادة السعودية الأصيلة، لكن حكايته ستظل خالدة في ذاكرة من يؤمن أن النجاح لا يُولد جاهزاً، بل يُصنع بالإيمان والعمل والإرادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى