تراجع مخيف في انتشار الأسود عالميًا.. أين اختفت ملكة الغابة؟

في مشهد صادم يعكس حجم التغيرات البيئية والتدخلات البشرية على مر العصور، أظهرت خريطة حديثة نشرتها منصة “The World Game” توزيع الأسود تاريخيًا وحاليًا، كاشفة عن انقراض واسع النطاق لهذه الحيوانات المفترسة من معظم أراضيها السابقة.
🔴 المناطق الحمراء هي التي كانت تسكنها الأسود في العصور الماضية، وتشمل أجزاء شاسعة من إفريقيا، والشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية، وجنوب أوروبا، وحتى بعض مناطق آسيا.
🔵 المناطق الزرقاء هي التي تسكنها الأسود حاليًا بعد انقراضها في العديد من المواطن القديمة، حيث انحصر وجودها في رقع صغيرة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى وجود محدود جدًا في ولاية “غوجارات” غرب الهند.
انقراض يهدد التوازن البيئي
الخريطة تُظهر بوضوح حجم الانكماش الهائل في الرقعة الجغرافية التي كانت تحتضن الأسود يومًا ما، حيث اختفت من مناطق كانت تشكل معاقل رئيسية لها، مثل بلاد الشام، العراق، إيران، شبه الجزيرة العربية، والمغرب العربي، وحتى أجزاء من جنوب أوروبا.
ويُرجع الخبراء هذا الانحسار إلى عدة أسباب، أبرزها:
- الصيد الجائر من أجل التجارة أو الرياضة.
- تدمير المواطن الطبيعية بسبب الزحف العمراني والزراعة المكثفة.
- الصراعات بين البشر والحيوانات في ظل تناقص المساحات البرية.
الأسد الآسيوي.. البقاء في أضيق الحدود
في آسيا، لم يتبقَ سوى عدد ضئيل من الأسود يُعرف باسم “الأسد الآسيوي”، ويعيش فقط في غابة جير الوطنية بالهند. وتُعد هذه المنطقة الملاذ الأخير لهذا النوع الذي كان يومًا ما يجوب مساحات شاسعة من القارة.
تحذيرات دولية ونداءات للحفاظ
تدق المنظمات البيئية ناقوس الخطر بشأن مستقبل الأسود، محذرة من أن استمرار التدهور الحالي قد يؤدي إلى انقراضها في البرية خلال العقود القادمة إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة لحمايتها.
وتطالب هذه الجهات بجهود دولية متكاملة تتضمن:
- تعزيز برامج الحماية والتكاثر.
- فرض رقابة صارمة على الصيد الجائر.
- إعادة تأهيل المواطن الطبيعية.
ما تكشفه الخريطة ليس مجرد تغيير جغرافي في موطن الأسود، بل شهادة واضحة على التدخل البشري الجائر في التوازن البيئي، ما يستدعي وقفة حقيقية لإنقاذ ما تبقى من “ملك الغابة” قبل فوات الأوان.