تحقيق في استخدام وزير الدفاع الأميركي تطبيق “سيغنال” لتنسيق ضربات في اليمن

أعلن مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن فتح تحقيق رسمي بشأن استخدام وزير الدفاع، بيت هيغسيث، تطبيق “سيغنال” غير السري لإجراء محادثات رسمية تتعلق بتنسيق الضربات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، في 15 مارس الماضي.
ووفقًا لمذكرة صادرة عن القائم بأعمال المفتش العام، ستيفن ستيبينز، فإن الهدف الأساسي للتحقيق هو تقييم مدى امتثال وزير الدفاع وموظفي البنتاغون لسياسات الوزارة المتعلقة باستخدام تطبيقات تجارية للرسائل النصية في المهام الرسمية، ومدى التزامهم بمتطلبات السرية وحفظ السجلات.
الخطأ الذي كشف القضية
تفجرت القضية عندما تسربت معلومات عن الضربات الأميركية المقررة ضد الحوثيين، بعد أن أُضيف رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك”، جيفري غولدبرغ، عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق “سيغنال”، حيث كان كبار المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم وزير الدفاع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، يناقشون تفاصيل دقيقة عن العملية العسكرية قبل تنفيذها.
وقد أدى هذا الخطأ إلى كشف معلومات حساسة عن الاستراتيجية العسكرية الأميركية، مما دفع اثنين من كبار أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الجمهوري روجر ويكر والديمقراطي جاك ريد، إلى المطالبة بالتحقيق في مدى التزام البنتاغون بمعايير السرية والأمن الرقمي في تعاملاته الرسمية.
ضغوط متزايدة على البيت الأبيض
تصاعدت الضغوط على إدارة الرئيس دونالد ترامب خلال الأيام الماضية، خاصة بعد أن نشرت مجلة “ذي أتلانتيك” تفاصيل عن خطط الجيش الأميركي للضربات، والتي كان غولدبرغ قد تلقاها عن طريق الخطأ.
وبحسب المذكرة الصادرة عن المفتش العام، فإن التحقيق سيركز على ما إذا كان استخدام “سيغنال” ينتهك سياسات وزارة الدفاع الأميركية المتعلقة بالاتصالات الرسمية، وما إذا كان ذلك قد عرّض الأمن القومي للخطر نتيجة لتسرب هذه المعلومات.
جدل حول إجراءات السرية في البنتاغون
يأتي هذا التحقيق في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن استخدام المسؤولين الأميركيين منصات تجارية غير محمية بالشكل الكافي لمناقشة عمليات عسكرية حساسة. وفي ظل التطورات الأخيرة، من المتوقع أن يشهد البنتاغون مراجعة شاملة لإجراءات الأمن الرقمي، خاصة فيما يتعلق باستخدام التطبيقات المشفرة مثل “سيغنال” في المهام الرسمية.