حميدتي يعترف بخسارة الخرطوم ويتوعد بالعودة: “الحرب لم تنته بعد”

أقر قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بانسحاب قواته من العاصمة الخرطوم، لكنه شدد على أن المعركة لم تحسم بعد، متوعدًا بالعودة بقوة.
في تسجيل صوتي نُشر بمناسبة عيد الفطر، قال دقلو إن انسحاب قواته من بعض المواقع في أم درمان كان ضمن خطة لإعادة التموضع، بناءً على تقديرات القيادة العسكرية، مؤكدًا أن “الحرب لا تزال في بدايتها”، وأنه لا مجال لأي تفاوض أو اتفاق مع الجيش السوداني الذي وصفه بـ”الحركة الشيطانية”.
يأتي تصريح دقلو في وقت يواصل فيه الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، تحقيق تقدم ميداني بارز، حيث استعاد السيطرة على عدة مواقع استراتيجية في الخرطوم وأم درمان، بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة.
وخلال الأيام الماضية، تمكن الجيش السوداني من تحرير القصر الجمهوري، ثم وسّع نفوذه شرق العاصمة بالسيطرة على معرض الخرطوم الدولي ومطار الخرطوم. وفي أم درمان، استعاد الجيش السيطرة على سوق ليبيا، الذي كان يعد أحد أهم معاقل قوات الدعم السريع في المدينة.
وأعلنت القوات المسلحة، في بيان رسمي، أنها “بسطت سيطرتها على سوق ليبيا بأم درمان، واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات التي خلفها العدو أثناء فراره”، في إشارة إلى انسحاب قوات الدعم السريع من المنطقة.
في سياق متصل، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على رفضه لأي تسوية أو تفاوض مع قوات الدعم السريع، متهمًا إياها بـ”الميليشيا الإرهابية التي تنتهك حقوق الشعب السوداني”.
وفي خطاب وجهه إلى الشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر، أكد البرهان أن الحرب التي دخلت عامها الثالث كانت بسبب “مليشيا آل دقلو وداعميها”، متعهدًا بمواصلة القتال حتى “هزيمة وسحق” قوات الدعم السريع. كما أشار إلى أن باب العفو لا يزال مفتوحًا أمام من يقرر التراجع والانضمام إلى صفوف الجيش.
بالتوازي مع تقدم الجيش في الخرطوم، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محور غرب وجنوب أم درمان، استعدادًا لاستكمال السيطرة على المدينة. ووفق مصادر عسكرية، فإن القوات المسلحة تضع خطة للسيطرة الكاملة على ما تبقى من مناطق تحت نفوذ الدعم السريع، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.
تؤكد تصريحات حميدتي والبرهان أن الحرب في السودان لا تزال بعيدة عن نهايتها، حيث يتمسك الطرفان بمواقفهما المتشددة، ما يزيد من تعقيد الأزمة الممتدة منذ نحو عامين. وبينما يراهن الجيش على استمرار التقدم الميداني لحسم المعركة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى إعادة ترتيب صفوفها للرد على الانتكاسات الأخيرة.