تطورات الأوضاع في السودان.. ماذا يحدث؟

يشهد السودان تصاعدًا خطيرًا في حدة الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع استمرار المواجهات في عدة مناطق رئيسية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ودفع الملايين إلى النزوح في ظل أزمة غذائية هي الأسوأ في تاريخ البلاد.
التطورات الميدانية.. الجيش يتقدم والمعارك مستمرة
في ظل القتال المستمر منذ أبريل 2023، أعلن الجيش السوداني، في 27 مارس 2025، إحكام سيطرته على العاصمة الخرطوم بعد معارك ضارية استمرت لعدة أشهر.
غير أن قوات الدعم السريع لا تزال تتحصن في بعض الجيوب داخل أم درمان، حيث تخوض القوات المسلحة عمليات قصف مكثف لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
ورغم الإعلان عن التقدم العسكري في العاصمة، لا تزال ولاية دارفور مسرحًا لمعارك عنيفة بين الطرفين، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن قوات الدعم السريع نفذت هجمات مضادة على مواقع الجيش في الفاشر، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وعرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية.
الأزمة الإنسانية.. السودان يواجه كارثة غير مسبوقة
مع استمرار النزاع، يواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فقد أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا داخليًا وخارجيًا جراء الحرب، بينما يعاني ما يقرب من نصف سكان البلاد من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
في تقرير صدر عن منظمة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC) في ديسمبر 2024، تم التحذير من خطر المجاعة في خمس مناطق رئيسية، أبرزها مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، حيث يعاني آلاف الأشخاص من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط غياب شبه كامل للخدمات الطبية والإغاثية.

الموقف الدولي.. ضغوط متزايدة لإنهاء الحرب
على الصعيد الدبلوماسي، شهدت الفترة الأخيرة تحركات دولية مكثفة لوقف النزاع في السودان، ففي ديسمبر 2024، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقديم 200 مليون دولار كمساعدات إنسانية لدعم السودانيين المتضررين من الصراع، مع دعوات متكررة من واشنطن للأطراف المتحاربة لوقف العنف والتركيز على الحل السياسي.
وفي فبراير 2025، اتخذت الأزمة بعدًا جديدًا مع توقيع قوات الدعم السريع وحلفائها “ميثاق نيروبي”، والذي يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في ظل استمرار الحرب.
هذا التطور زاد من تعقيد الوضع السياسي، حيث رفض الجيش السوداني وحلفاؤه أي محاولات لإضفاء شرعية على هذا الكيان الموازي، مؤكدين أن أي تسوية سياسية يجب أن تتم عبر حكومة مركزية موحدة.

بورتسودان.. العاصمة البديلة تواجه تحديات ضخمة
في ظل تدهور الأوضاع في الخرطوم وأم درمان، أصبحت مدينة بورتسودان المقر الإداري البديل للحكومة السودانية، حيث انتقلت إليها معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية.
ورغم اعتبارها منطقة آمنة نسبيًا مقارنة بباقي المدن السودانية، إلا أن بورتسودان تواجه تحديات متزايدة، خصوصًا فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية لملايين النازحين الذين فروا إليها هربًا من المعارك.
قد يهمك: تصاعد الأزمة في تركيا.. تمديد حظر التجمعات واعتقالات جديدة بسبب احتجاجات إمام أوغلو