اكتشاف ضخم في أعماق أوروبا: بئر هيدروجين طبيعي قد يغيّر مستقبل الطاقة

في كشف علمي مثير، عثر الباحثون على بئر هيدروجين هائل في قاع أحد المناجم بأوروبا، يُقدر أنه يحتوي على نحو 200 مليون طن من هذا المصدر الثمين للطاقة. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة أمام البشرية، خاصة في ظل تصاعد الأزمات المناخية والحاجة الملحّة لمصادر طاقة نظيفة ومستدامة.

التقارير الصادرة عن معهد علوم الأرض تؤكد أن هذه الكمية الهائلة من الهيدروجين قد تضمن إمدادات طاقة لآلاف السنين، وفق ما نشره موقع “Ecoportal” ونقلته “العربية Business”. وفي عمق منجم كروم، تم اكتشاف نبع يُنتج قرابة 200 طن من الهيدروجين سنوياً، وهي كمية تفوق بكثير ما تنتجه مناطق أخرى ذات تركيبة جيولوجية مماثلة.

أسرار منجم بولكيزه: هل نحن أمام تحول في استكشاف الطاقة؟

الدراسات الحديثة التي نُشرت في مجلة “ساينس” تسلط الضوء على معدل الانبعاث الاستثنائي للهيدروجين في هذا الموقع، حيث تصعد فقاعات الغاز إلى السطح من بركة منجمية صغيرة، أشبه بظاهرة طبيعية غامضة. ما يثير الاهتمام هو أن هذه الفقاعات قد تكون مجرد مؤشر على وجود خزان أعمق وأكبر تحت الأرض، وهو ما يعزز فرضية أن المخزون الحقيقي للهيدروجين في المنطقة قد يكون أضخم مما تم تقديره حتى الآن.

وقد يُغير هذا الاكتشاف مسار استكشاف الهيدروجين الطبيعي، خاصة مع سهولة الوصول إلى البيئات تحت سطح الأرض في منجم بولكيزه، مما يجعله موقعاً مثالياً لفحص آليات تكوين وتراكم الهيدروجين الطبيعي. ومن المعروف أن صخور الأفيوليت، التي تشكلت من قشرة محيطية قديمة، تحتوي على كميات ضخمة من هذا الغاز عند تفاعلها مع الماء تحت ضغط وحرارة معينين.

جدل علمي حول مستقبل الهيدروجين الطبيعي

بينما يرى بعض الخبراء أن هذا الكشف قد يُحدث ثورة في الجغرافيا السياسية للطاقة، فإن هناك من يشكك في حجم الجدوى الاقتصادية لهذا الاكتشاف. الباحث مايكل ويبر، المتخصص في أنظمة الطاقة بجامعة تكساس، يرى أن وجود مخزونات هيدروجينية ضخمة قد يغير خريطة توزيع موارد الطاقة حول العالم، لأنها ستتوفر في أماكن لا تحتوي على النفط والغاز التقليديين.

لكن على الجانب الآخر، يحذر عالم الكيمياء الجيولوجية لوران تروتش من أن الكميات المكتشفة قد لا تكون كافية لإثارة اهتمام الشركات التجارية، إذ يقدر أن الخزان قد يحتوي فقط على ما بين 5000 و50,000 طن من الهيدروجين، وهو ما قد لا يكون مجدياً على نطاق واسع.

وفي ظل هذا الجدل، يظل التساؤل قائماً: هل يمثل هذا الكشف بداية لاكتشافات أضخم في المستقبل، أم أنه مجرد ظاهرة جيولوجية معزولة؟ الأكيد أن العالم يقف اليوم أمام فرصة جديدة لإعادة النظر في موارد الطاقة البديلة، ومع استمرار الأبحاث، قد يكون الهيدروجين الطبيعي أحد الحلول الأكثر استدامة لمستقبل الطاقة العالمي.

لا يفوتك: اتفاق جديد يمنح “لوك أويل” الروسية امتيازًا بتروليًا في مصر