الماء المثلج بين الفوائد والمخاطر.. هل يساعد حقًا في حرق السعرات الحرارية؟

لطالما تساءل الكثيرون عن تأثير شرب الماء المثلج على الجسم، وهل يمكن أن يكون وسيلة فعالة لحرق السعرات الحرارية؟ في يوم المياه العالمي، نسلط الضوء على حقيقة هذا الاعتقاد الشائع، حيث يعتقد البعض أن شرب الماء البارد يساعد على تحفيز عملية الأيض وزيادة حرق الدهون، بينما يرى آخرون أنه قد يسبب مشكلات صحية غير متوقعة.
هل الماء المثلج يساعد على حرق السعرات الحرارية؟
تعتمد الفكرة القائلة بأن الماء البارد يعزز فقدان الوزن على عملية تُعرف بـ”توليد الحرارة”، حيث يضطر الجسم إلى استخدام الطاقة لتدفئة الماء إلى درجة حرارة الجسم الطبيعية (37 درجة مئوية).
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، فإن شرب نصف لتر من الماء يمكن أن يزيد معدل الأيض بنسبة 30% لمدة ساعة تقريبًا، لكن نسبة صغيرة فقط من هذه الطاقة تُستهلك في تسخين الماء، بينما يعود معظم الارتفاع في معدل الأيض إلى استجابة الجسم للترطيب.
أما عن كمية السعرات الحرارية التي يمكن حرقها، فتشير التقديرات إلى أن شرب 500 مل من الماء المثلج قد يحرق حوالي 17 سعرة حرارية، وهو معدل ضئيل جدًا مقارنة بأساليب فقدان الوزن الأخرى.
فعلى سبيل المثال، يتطلب حرق ما يعادل السعرات الحرارية لشريحة واحدة من الخبز (80 سعرة حرارية) شرب أكثر من 8.7 لتر من الماء المثلج، بينما يمكن تحقيق نفس النتيجة عبر المشي السريع لمدة 30 دقيقة فقط.
فوائد محتملة لشرب الماء المثلج
على الرغم من أن دوره في فقدان الوزن قد يكون محدودًا، فإن الماء المثلج يتمتع ببعض الفوائد الصحية، منها:
- تحسين الأداء البدني: أظهرت دراسات أن الرياضيين الذين يشربون الماء البارد أثناء التمارين يؤدون بشكل أفضل في الأجواء الحارة.
- تعزيز اليقظة والانتباه: يمنح الماء المثلج شعورًا بالانتعاش ويساعد على البقاء متيقظًا.
- زيادة الترطيب: يجد بعض الأشخاص أن الماء البارد أكثر قبولًا للشرب، مما يحفزهم على استهلاك كميات أكبر من السوائل يوميًا.
لا يفوتك: تحذيرات طبية من كسر الصيام بالماء البارد: مخاطر صحية على القلب والجهاز الهضمي
المخاطر المحتملة لشرب الماء المثلج
رغم فوائده، إلا أن استهلاك الماء البارد بشكل متكرر قد يؤدي إلى بعض المشكلات الصحية، ومنها:
- اضطرابات الجهاز الهضمي
تشير الأبحاث إلى أن الماء البارد قد يُبطئ عملية الهضم بسبب تضيّق الأوعية الدموية في المعدة، مما قد يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية. - الصداع النصفي
بعض الدراسات أظهرت أن المشروبات الباردة قد تزيد من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لهذه الحالة. - مشكلات الحلق والجيوب الأنفية
يمكن أن يؤدي شرب الماء المثلج إلى زيادة إنتاج المخاط في الجهاز التنفسي، مما قد يُفاقم أعراض نزلات البرد والتهاب الحلق. - تجميد الدماغ
الشعور بألم حاد مفاجئ في الرأس بعد شرب مشروب بارد جدًا، والمعروف بـ”تجميد الدماغ”، يحدث بسبب التغير السريع في درجة حرارة سقف الحلق، مما يحفّز الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم في الدماغ.
هل يجب شرب الماء المثلج؟
الأمر يعتمد على التفضيلات الشخصية والحالة الصحية. فبالرغم من أنه خيار منعش ومفيد في بعض الحالات، إلا أنه ليس حلاً سحريًا لفقدان الوزن.
وإذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي أو الجيوب الأنفية أو الصداع النصفي، فقد يكون من الأفضل لك اختيار الماء بدرجة حرارة الغرفة أو الماء الدافئ.
لذا، بينما قد لا يكون شرب الماء المثلج وسيلة فعالة لحرق السعرات الحرارية، فإنه لا يزال خيارًا مناسبًا للحفاظ على الترطيب، ولكن ينصح بتناوله باعتدال وتجنب الإفراط فيه.