هدى شديد ويكيبيديا (إعلامية لبنانية)

في مساء الجمعة 21 رمضان 2025، رحلت الإعلامية اللبنانية هدى شديد بعد صراع طويل مع المرض، تاركة وراءها مسيرة مهنية حافلة امتدت لأكثر من 30 عامًا في الصحافة والإعلام.
كانت واحدة من أبرز المراسلات في لبنان، واشتهرت بتغطياتها الميدانية وتحديدًا داخل القصر الجمهوري اللبناني، حيث كانت شاهدة على أحداث وتطورات سياسية مهمة في البلاد.
بدأت هدى شديد مسيرتها الإعلامية عبر شاشة LBCI، حيث برزت كمراسلة سياسية ماهرة، وتميزت بقدرتها على تقديم الأخبار بطريقة دقيقة وموضوعية، ما جعلها مصدرًا موثوقًا للمشاهدين في لبنان والعالم العربي.
وكانت تُعرف بـ”مراسلة القصر الجمهوري”، حيث واكبت عن كثب نشاطات رؤساء الجمهورية اللبنانية، وكانت حاضرة في لحظات فارقة من تاريخ لبنان السياسي. إلى جانب ذلك، قدمت برامج حوارية وسياسية تركت بصمة واضحة في مجال الإعلام.
لم تكن حياة هدى شديد خالية من التحديات، فقد أصيبت بمرض السرطان قبل أكثر من 12 عامًا، وخاضت معركة شاقة ضده.
واجهت المرض بشجاعة، ولم تتوقف عن العمل رغم الألم والتعب، بل اختارت مشاركة تجربتها مع الجمهور. كانت مؤمنة بأن الصراع ليس فقط بالعلاج، وإنما بالإيمان والقوة والتحدي، وهو ما دفعها إلى توثيق رحلتها مع المرض في كتابها “ليس بالدواء وحده”، الذي يُعد شهادة حية على إصرارها وتحديها للمرض.

كانت آخر رسائل هدى شديد للجمهور مليئة بالقوة والإصرار، حيث نشرت صورة لها بدون شعر مستعار عبر حسابها على انستقرام، وعلّقت عليها قائلة: “أخيرًا واجهت خوفي.. إنها الحرية الحقيقية” عبارة تلخص رحلتها الطويلة مع المرض، حيث لم تكن مجرد إعلامية ناجحة، بل مصدر إلهام لكل من يواجه تحديات الحياة بشجاعة.
لم يمضِ وقت طويل على تكريمها في القصر الجمهوري اللبناني من قبل الرئيس جوزيف عون وعقيلته، تقديرًا لمسيرتها الإعلامية الطويلة. ك
وان هذا التكريم بمثابة وداع رسمي لها في المكان الذي عملت فيه لسنوات طويلة، وكأنها كانت تستشعر أن هذه المرة قد تكون الأخيرة التي تزور فيها القصر.
لم يكن فقدان هدى شديد لزوجها بعد خمسة أشهر فقط من زواجهما سوى إحدى المحطات المؤلمة في حياتها. كان السرطان هو السبب في رحيله، وها هو المرض ذاته يعود ليختطفها بعد سنوات من المقاومة والصمود.
وبرحيل هدى شديد، خسر الإعلام اللبناني صوتًا بارزًا وصاحبة رسالة حقيقية. لم تكن مجرد صحفية، بل رمزًا للمرأة القوية التي لم تستسلم رغم المرض والتحديات.
وستبقى ذكراها حاضرة، ليس فقط في ذاكرة زملائها في المجال الإعلامي، بل في قلوب كل من تابع مسيرتها وتأثر بقصتها الملهمة.