تقارير

مصحف مثلث التوحيد ويكيبيديا

أثار كتاب يحمل اسم “مثلث التوحيد” جدلًا واسعًا في الأوساط الإسلامية، بعدما تردد أنه يحتوي على نصوص تجمع بين القرآن الكريم والإنجيل والتوراة.

ووفقًا لما تم تداوله، فإن الكتاب يهدف إلى خلق نص موحد يجمع بين الأديان السماوية الثلاثة، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا، خاصة في الدول الإسلامية.

مصحف مثلث التوحيد ويكيبيديا

بحسب المعلومات المتوفرة، فإن الكتاب المزعوم يتكون من 77 سورة، بعضها يحمل أسماء مشابهة لسور القرآن الكريم، مثل “الفاتحة”، بينما تحتوي سوره الأخرى على تسميات غير مألوفة مثل “المحبة”، “المسيح”، “الثالوث”، و”الماكرين”، ويبدو أن الهدف من هذا الكتاب هو تقديم نص يُزعم أنه يوحد المفاهيم الدينية بين الأديان الثلاثة.

مصحف مثلث التوحيد ويكيبيديا
مصحف مثلث التوحيد

ردود الفعل الرسمية والشعبية

انتشرت تقارير تفيد بأنه تم توزيع هذا الكتاب في بعض الدول الإسلامية، ومنها الكويت، ما دفع هيئات دينية وإسلامية إلى إصدار بيانات تحذيرية ضده، واعتبرت الجهات الدينية أن هذا العمل يُعد محاولة لتحريف النصوص المقدسة وإثارة البلبلة في المجتمعات الإسلامية.

من جانبه، عبر عدد من رجال الدين عن استنكارهم لهذا الكتاب، مؤكدين أنه يُحرّف النصوص الدينية ويخلط بين المفاهيم العقائدية، مما يؤدي إلى تشويش فكر القارئ، وخاصة الشباب الذين قد لا يمتلكون المعرفة الكافية لتمييز هذه المحاولات.

أما على المستوى الشعبي، لاقى هذا الكتاب رفضًا قاطعًا، إذ أعرب العديد من المسلمين عبر منصات التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستنكارهم لنشر مثل هذه الكتب، معتبرين أنها تمثل تعديًا على العقيدة الإسلامية ومحاولة لفرض رؤية غير مقبولة دينيًا.

التحذيرات والمخاطر المحتملة

يحذر مختصون في الشؤون الدينية من أن مثل هذه الكتب قد تستهدف إثارة الفتنة بين الأديان، من خلال طمس الفوارق الجوهرية بين العقائد المختلفة.

كما أنها قد تُستخدم كأداة لنشر أفكار مغلوطة بين العامة، خصوصًا في المجتمعات التي تفتقر إلى الرقابة الصارمة على المحتوى الديني المنشور.

استحالة تحريف القرآن الكريم

مصحف مثلث التوحيد ويكيبيديا
القرآن الكريم

يُعتبر القرآن الكريم النص المقدس للمسلمين، وقد حظي بحفظٍ استثنائي منذ نزوله قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا، تؤكد العقيدة الإسلامية على استحالة تحريف القرآن، سواء بالزيادة أو النقصان، مستندةً إلى أدلة نقلية وعقلية متعددة.

الأدلة النقلية على حفظ القرآن:

وعد الله بحفظ الذكر: يستند المسلمون إلى قول الله تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة الحجر: 9)، حيث يُفهم من هذه الآية تعهُّد الله بحفظ كتابه من أي تحريف.

عدم إتيان الباطل للكتاب العزيز: يقول الله تعالى: “وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ۝ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ” (سورة فصلت: 41-42)، مما يشير إلى منعة القرآن من التحريف أو التبديل.

الأدلة العقلية والتاريخية:

التواتر في نقل القرآن: نُقل القرآن عبر الأجيال بطريقة التواتر، حيث حفظه ودوّنه عدد كبير من الصحابة والتابعين، مما يجعل احتمال التحريف مستحيلًا من الناحية العقلية.

حفظ القرآن في الصدور والسطور: منذ نزوله، حُفظ القرآن في صدور المسلمين ودوّن في السطور، مما ساهم في منع أي تحريف أو تغيير.

استحالة التحريف الشامل: مع انتشار نسخ القرآن في مختلف بقاع الأرض، فإن أي محاولة للتحريف كانت ستُكتشف بسهولة، مما يؤكد استحالة وقوع تحريف شامل.

كما أكد العديد من العلماء والمفسرين عبر العصور على سلامة القرآن من التحريف، فعلى سبيل المثال، أشار ابن جرير الطبري إلى أن الله حفظ القرآن من أن يُزاد فيه ما ليس منه أو يُنقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه.

اقرأ أيضاً: مقتل موميكا حارق المصحف.. التفاصيل الكاملة لمقتلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى