أخبار العرب

حماس والجهاد الإسلامي تفقدان قيادات بارزة.. من هو أبو حمزة الذي استشهد؟ وهل تأثر أبو عبيدة؟

استفاقت غزة فجر الثلاثاء على عمليات عسكرية مكثفة شنتها القوات الإسرائيلية، استهدفت قيادات بارزة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وأسفرت عن استشهاد عدد من القادة العسكريين، كان من بينهم أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

هذا الحدث أثار الكثير من اللبس بين المتابعين، خصوصًا مع وجود شخصيتين بارزتين تحملان الاسم الحركي “أبو عبيدة”، أحدهما عضو في المكتب السياسي لحركة حماس، والآخر هو المتحدث العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، الذي لطالما ظهر ملثمًا لإلقاء بيانات المقاومة، مما جعل البعض يتساءل إن كان أحدهما قد استشهد أيضًا.

أبو حمزة.. المتحدث الملثم الذي خطف الأضواء

حمل أبو حمزة، الاسم الحركي للقيادي ناجي ماهر أبو سيف، وكان المتحدث باسم سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

ظهر أبو حمزة بشكل متكرر خلال معركة طوفان الأقصى، وخطف الأنظار بأسلوبه القوي وخطاباته الرنانة التي كانت تضاهي في تأثيرها خطابات أبو عبيدة، المتحدث الرسمي لكتائب القسام.

آخر ظهور له كان في 19 فبراير الماضي، حين أعلن عبر حسابه على تليجرام عن قرار سرايا القدس بالإفراج عن رفات الأسير الإسرائيلي عوديد ليفشيتس، إلى جانب عائلة بيباس التي قُتلت في قصف إسرائيلي على غزة.

في آخر كلماته، أكد أبو حمزة أن “المعركة غير متكافئة، حيث تواجه المقاومة عدوًا مدعومًا من أقوى دول العالم، مما مكّنه من قتل وتدمير كل شيء دون قيود”.

لكن فجر الثلاثاء، كانت النهاية. استُهدف أبو حمزة في قصف إسرائيلي مكثف على خان يونس، ليُستشهد برفقة عائلته وعائلة شقيقه، في عملية اغتيال نوعية سعت إسرائيل من خلالها إلى ضرب القيادة الإعلامية والعسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.

اقرأ أيضًا: هل ابو حمزة هو ابو عبيدة؟.. الحقيقة الكاملة

أبو عبيدة الجماصي.. عضو المكتب السياسي في حماس

على عكس أبو عبيدة المعروف كمتحدث باسم كتائب القسام، فإن أبو عبيدة الجماصي هو عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس لجنة الطوارئ داخلها. يُعرف بأنه أحد العقول السياسية البارزة في الحركة، والمسؤول عن إدارة الأزمات والتنسيق بين الأجنحة المختلفة للحركة.

ولد الجماصي في 5 أكتوبر 1967 في غزة، لعائلة فلسطينية لاجئة. حصل على شهادة الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1999، وانضم إلى حماس منذ نشأتها في أواخر الثمانينات، حيث كان مسؤولًا عن مدينة غزة باستثناء منطقتي الشجاعية والدرج عام 1988.

ورغم التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، لم ترد تقارير تؤكد استهدافه في العمليات الأخيرة، مما يؤكد أنه لم يُصب أو يُستشهد في القصف الإسرائيلي الأخير.

أبو عبيدة.. الصوت الإعلامي الأبرز لكتائب القسام

أما أبو عبيدة الملثم، فهو المتحدث العسكري الرسمي لكتائب القسام، والذي لا تزال هويته الحقيقية غير معروفة. يُعتبر من أكثر الشخصيات المؤثرة في الإعلام الحربي الفلسطيني، حيث برز للمرة الأولى في عام 2006 خلال إعلان كتائب القسام أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومنذ ذلك الحين أصبح الوجه الإعلامي الأبرز لحماس.

ورغم أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة قيادات في حماس، إلا أن أبو عبيدة لم يُصب أو يُقتل، ولا يزال مستمرًا في أداء مهامه الإعلامية، حيث لم تتأثر بيانات القسام الرسمية.

تصعيد عسكري ومخططات إسرائيلية للضغط على حماس

جاءت هذه العمليات في إطار حملة عسكرية مكثفة شنتها إسرائيل داخل غزة، والتي وصفتها القيادات العسكرية الإسرائيلية بأنها تهدف إلى الضغط على حماس من أجل القبول بصفقة تبادل أسرى جديدة، وسط تصاعد الحديث عن مفاوضات سرية تجري عبر وسطاء دوليين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف بنية تحتية عسكرية تابعة لحماس والجهاد الإسلامي، واغتيال عدد من القادة البارزين، مشيرًا إلى أن العمليات لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية.

المقاومة تواصل المواجهة رغم الضربات

في المقابل، أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن استشهاد القادة العسكريين لن يوقف المقاومة، بل سيكون دافعًا لمزيد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات من الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد المواجهة المسلحة ردًا على هذه الهجمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى