تقارير

سبب وفاة الشيخ ابو اسحاق الحويني في ذمة الله.. ويكيبيديا

أعلن نجل الشيخ ابو اسحاق الحويني وفاته منذ قليل، مساء اليوم، الإثنين السابع عشر من رمضان 2025، عن عمر يناهز الـ 68 عاماً، متأثراً بوعكة صحية ألمت به نتيجة مرضه.

سبب وفاة الشيخ ابو اسحاق الحويني

رحل الشيخ ابو اسحاق الحويني، عن عالمنا، مساء اليوم، الإثنين 17 مارس 2025، بعد صراع مرير مع مرض السكر.

وأفادت مصادر مقربة من الراحل لـ “أحداث العرب“، أنه كان يقيم في قطر لتلقي الرعاية الصحية اللازمة، ولفظ أنفاسه الأخيرة على فراش المرض.

ويجدر الإشارة إلى أن الحويني سبق وأن عانى صحياً بشكل ملحوظ، وتسبب مرضه في بتر قدمه عام 2012. وقبل وفاته بساعات كان نجله الشيخ “هيثم” يطالب الجميع بالدعاء له، وكان حريصاً طوال أيام الشهر المبارك على الدعاء له ومطالبة محبيه بالدعاء.

الشيخ ابو اسحاق الحويني

الشيخ ابو اسحاق الحويني ويكيبيديا

وفي يوم 17 رمضان 1446 هـ / 17 مارس 2025، فقدت الساحة الإسلامية أحد أبرز علماء الحديث في العصر الحديث، الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي كرس حياته للحديث النبوي، والتدريس، والتأليف، تاركًا إرثًا علميًا غنيًا أثرى به المكتبة الإسلامية.

وُلِد حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بـأبي إسحاق الحويني، في 10 يونيو 1956 في قرية حُوَين التابعة لمحافظة كفر الشيخ، مصر. نشأ في أسرة مصرية متوسطة تعمل بالزراعة، لكنه كان مختلفًا منذ صغره، حيث أبدى شغفًا كبيرًا بالقراءة والعلم، وكانت بداياته الأدبية مع كتب المنفلوطي، الرافعي، العقاد، وتوفيق الحكيم، قبل أن يأخذه القدر إلى علوم الحديث، ليصبح أحد أشهر المحدّثين في العالم الإسلامي.

الشيخ ابو اسحاق الحويني

ورغم التحاقه بكلية الألسن بجامعة عين شمس، حيث درس اللغة الإسبانية، إلا أن شغفه الحقيقي كان في علم الحديث، فبدأ بالقراءة والبحث الذاتي، حتى وقع في يده كتاب “السلسلة الضعيفة” للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وهو ما شكّل نقطة تحول كبرى في حياته العلمية.

وخلال دراسته الجامعية، قرر أن يكون متفرغًا للعلم الشرعي، فكان يعمل في بقالة صغيرة نهارًا، ويقرأ كتب الحديث ليلاً، حتى تفوق في دراسته الأكاديمية، وحصل على بعثة دراسية إلى إسبانيا، لكنه لم يستمر طويلًا هناك، فعاد إلى مصر ليركز على طلب العلم الشرعي.

وسافر إلى الأردن والتقى بالشيخ الألباني، ثم توجه إلى السعودية حيث التقى بالشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح آل الشيخ، وكانت هذه اللقاءات بمثابة المرحلة التأسيسية الكبرى له في علم الحديث.

وبعد عودته إلى مصر، بدأ الحويني في نشر علم الحديث عبر الخطب والمحاضرات، وسرعان ما أصبح أحد أهم المرجعيات الحديثية في العالم العربي.

  • عمل على تنقيح الأحاديث وتصحيحها.
  • دافع بقوة عن صحيح البخاري والمصادر الأصلية لأهل السنة.
  • قدّم العديد من المؤلفات، مثل:
  • “تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد”.
  • “النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة”.
  • “تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم”.

الشيخ ابو اسحاق الحويني

كما كانت له برامج أسبوعية على قنوات الناس، الرحمة، والندى، حيث قدم سلسلة “فضفضة”، التي كانت منبرًا لنشر علوم الحديث بأسلوب مبسط وواضح.

ورغم مرضه في السنوات الأخيرة، لم يتوقف الحويني عن نشر العلم والتدريس، وكان يخطب مرتين شهريًا في مسجد شيخ الإسلام ببلدته حُوَين، كما استمر في تقديم الدروس العلمية والمحاضرات عبر الإنترنت.

وفي سنواته الأخيرة، انتقل إلى قطر لتلقي العلاج، وهناك وافته المنية في شهر رمضان، الشهر الذي طالما تحدث عن فضله وأهميته، ليرحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي.

وكان الحويني من أبرز أعلام الحديث في العالم الإسلامي، وأحد أهم تلاميذ الشيخ الألباني، حيث سُمي بـ “خليفة الألباني في مصر”.

وظلّ محبوبًا بين طلبة العلم، رغم بعض الخلافات الفكرية مع التيارات المختلفة، لكنه حافظ على مكانته كأحد المدافعين الكبار عن الحديث النبوي ومصادر السنة الصحيحة.

برحيله، فقدت الساحة العلمية الإسلامية عالمًا بارزًا، لكن إرثه العلمي سيظل خالدًا، من خلال كتبه، دروسه، ومحاضراته التي ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى