شهدت الساحة الأكاديمية العربية بروز العديد من الشخصيات المؤثرة التي أسهمت في تطوير الفكر العربي والإسلامي من خلال الدراسات والبحوث العميقة، ومن بين هؤلاء الدكتور نايف بن نهار، الأكاديمي والمفكر القطري الذي يشغل منصب مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر، إضافة إلى رئاسته مؤسسة وعي للدراسات والأبحاث، ويتميز بنهجه التحليلي العميق في تناول القضايا الفكرية، حيث يقدم رؤى نقدية وتجديدية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والسياسية.
نايف بن نهار ويكيبيديا
وُلد الدكتور نايف بن نهار في قطر، ونشأ في بيئة أكاديمية جعلته شغوفًا بالبحث العلمي والتفكير النقدي، بدأ مسيرته التعليمية بالحصول على درجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة قطر عام 2008، ليواصل بعدها دراسته العليا في الجامعة الأردنية، حيث حصل على درجة الماجستير في الفقه وأصوله عام 2011 بتقدير امتياز، لم يتوقف طموحه الأكاديمي عند هذا الحد، إذ نال درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله عام 2014 من الجامعة نفسها.
هذا التكوين الأكاديمي المتين جعله أحد الأسماء البارزة في مجال الدراسات الإسلامية، إذ امتزجت دراسته الفقهية التقليدية بنظرة حديثة تسعى لفهم التطورات الفكرية والسياسية المعاصرة من منظور إسلامي.
الإسهامات العلمية والفكرية
يعد الدكتور نايف بن نهار من الشخصيات الأكاديمية التي ساهمت في تطوير وإثراء الحقل الفكري العربي والإسلامي من خلال تأليف الكتب والمقالات، والمشاركة في المؤتمرات والندوات الفكرية، ومن أبرز إسهاماته العلمية:
- “علم المنطق”: يقدم هذا الكتاب شرحًا مبسطًا لأساسيات علم المنطق وأهميته في التفكير النقدي والتحليل العلمي.
- “علم الأصول”: يركز فيه على القواعد الأساسية لعلم أصول الفقه، ويوضح كيفية استنباط الأحكام الشرعية بطرق عقلانية وأكاديمية.
- “مقدمة في علم العلاقات الدولية”: يتناول فيه المفاهيم الأساسية للعلاقات الدولية من منظور يجمع بين التحليل السياسي والفكري، مع التركيز على دور العالم الإسلامي في هذا المجال.
هذه الكتب تعكس رؤية الدكتور نايف بن نهار في أهمية التجديد الفكري والتعامل مع العلوم الإنسانية بمنهج نقدي بعيدًا عن الجمود التقليدي.
مواقفه وآراؤه الفكرية
عرف الدكتور نايف بمواقفه الجريئة تجاه القضايا الفكرية والسياسية، حيث يدعو دائمًا إلى تحليل المشروعات الفكرية الكبرى ومحاولة فهم آلياتها الداخلية، سواء كانت تلك المشروعات غربية أم إسلامية، ومن أبرز القضايا التي ناقشها:
تفكيك السردية الصهيونية: يرى أن المواجهة مع المشروع الصهيوني ليست فقط عسكرية أو سياسية، بل يجب أن تكون فكرية وثقافية أيضًا، من خلال تفكيك السردية التي يحاول فرضها على العالم.
مفهوم الحرية بين الإسلام والليبرالية: قدم العديد من المحاضرات والمقالات حول الفرق بين التصورات الغربية للحرية والمفهوم الإسلامي لها، حيث يرى أن لكل مجتمع مرجعيته الخاصة التي تحدد تصوراته للقيم الأساسية.
دور المثقف في المجتمع: يؤكد دائمًا على أهمية وجود المثقف الناقد القادر على إعادة تعريف المفاهيم السائدة وتقديم بدائل فكرية تتناسب مع الواقع العربي والإسلامي.
مؤسسة وعي ورؤية فكرية جديدة
يترأس الدكتور نايف مؤسسة وعي للدراسات والأبحاث، وهي مؤسسة بحثية غير ربحية تهدف إلى دراسة القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية بطرق علمية تعتمد على البحث المنهجي العميق، وتسعى المؤسسة إلى إعادة تأطير القضايا الثقافية والفكرية ضمن رؤية علمية حديثة، بحيث تكون قادرة على تقديم بدائل معرفية تساعد في تطوير الفكر العربي والإسلامي بعيدًا عن التقليدية والجمود.
يعتبر الدكتور نايف أن المؤسسات البحثية المستقلة هي الركيزة الأساسية لتطوير الوعي العام، ولذلك يعمل على تطوير برامج بحثية جديدة تهدف إلى معالجة المشكلات الفكرية والاجتماعية من منظور أكاديمي رصين.
مشاركاته في الإعلام والمؤتمرات
شارك الدكتور نايف في العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية التي تناقش قضايا الفكر الإسلامي والتحديات السياسية التي تواجه الأمة. ومن أبرز محاضراته:
- محاضرة “الوجه الآخر للمثقف” التي ناقش فيها دور المثقف في بناء المجتمع والتأثير في صناعة القرار.
- ندوة حول “تفكيك السردية الصهيونية”، حيث أكد على ضرورة امتلاك مشروع فكري متكامل لمواجهة المشروع الصهيوني.
- لقاءات تلفزيونية وصحفية تناولت مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي مقارنة بالفكر الغربي.
كما أن له حضورًا نشطًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يقدم من خلال تغريداته وتحليلاته الفكرية رؤية نقدية للقضايا المعاصرة، مؤكدًا على أهمية استقلال الفكر العربي عن التأثيرات الخارجية.
طالع أيضاً: حقيقة وفاة الفنان رعد الناصري – مواليده ومعلومات عنه | ويكيبيديا
